اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[أن كل كلام في العالم كلام الله تعالى]
اعلم أن هذا تنبيه من الحق على إن كل كلام في العالم كلامه لأنه ما أتى من الله إلينا إلا كل ذكر محدث لأن الإتيان يحدث بلا شك في الآتي وما أتى إلا من قام به الحادث وليس إلا الصورة التي يتجلى فيها في أعين الناظرين ويتخلى عنها في أعين الناظرين فما ثم إلا سامع ومتكلم وقائل ومقول له ومقول به ومقول وكله حسن إلا أنه بين حسن وأحسن فكل كلام حسن وما وافق الغرض من القول فهو أحسن فالقول كله حسن وأما قوله لا يُحِبُّ الله الْجَهْرَ بِالسُّوءِ من الْقَوْلِ فنفى المحبة أن يكون متعلقها الجهر بالسوء من القول والسوء من القول أن يقول في القول إنه سوء ولا قائل به إلا الله والجهر بالسوء قد يكون قولا وقد يكون في الأفعال التي لا تكون قولا فيريد بالجهر فيها ظهور الفحشاء من العبد كما
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من بلي منكم بهذه القاذورات فليستتر
يعني لا يجهر بها والسوء على نوعين سوء شرعي وسوء ما يسوؤك وإن حمده الشرع ولم يدمه فقد يكون هذا السوء من كونه يسوءك لا إن السوء فيه حكم الله كما قال تعالى وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالسيئة الأولى شرعية لأنه تعدى والسيئة الأخرى ما يسوء المجازي