اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[المنازعة بين القلب والعين في المعارف الإلهية]
قال الله تعالى وإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي يقول للرسول أن يقول فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي يعني إذا دعوتهم إلى القيام بما شرعته لهم وكل ذلك شرع فقد أدخل نفسه فيما كلف به عباده وجعل الأمر بأيديهم في ذلك فهو إعلام على الحقيقة بما هو الأمر عليه ما هو بالجعل فإنه يتعالى عن الجعل فيما ينسبه لهويته إلا إذا ظهر بصورة خلق فيقضي ما يعطيه البصر ان أحكام ما وقعت عليه العين مجعولة وتعطي الحقيقة أن الأمر ما هو كما تدركه العين فلا تزال المنازعة بين القلب والعين في المعارف الإلهية في الخصوص كما تعرفه العامة في العموم في المحبة ولنا في ذلك في التشبيب على ما وقع في العموم
يسوق روحي بلا شك إلى التلف *** هذا الذي بفؤادى من هوى شرف
أقول للقلب قد أورثتني سقما *** فقال عينك قادتني إلى التلف
لو لم تر العين ما أمسيت حلف *** فإن أمت فيه ما للحب من خلف