اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[الفرق بين العارفين والعلماء]
قال الله عز وجل في العارفين وإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ من الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا من الْحَقِّ ولم يقل علموا يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ ولم يقولوا علمنا وما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ ولم يقل نعلم وما جاءَنا من الْحَقِّ ونَطْمَعُ وما قالوا نتحقق أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ وهي الدرجة الرابعة فَأَثابَهُمُ الله بِما قالُوا ولم يقل بما علموا جَنَّاتٍ تَجْرِي من تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ والجنات عند الله فلهذا قال ناظرة إلى ما عندي فإنه قال في حق طائفة آخرين وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ على إن تكون إلى حرف أداة غاية لا تكون اسم جمع النعمة فإن ذلك في اللفظ يحتمل ولهذا ما هي هذه الآية نص في الرؤية يوم القيامة وإذا كان الأمر هكذا فاعلم إن الله قد فرق بين العارفين والعلماء بما وصفهم به وميز بعضهم عن بعض فالعلم صفته والمعرفة ليست صفته فالعالم إلهي والعارف رباني من حيث الاصطلاح وإن كان العلم والمعرفة والفقه كله بمعنى واحد لكن يعقل