اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[لا بد للخليفة أن يكسو صفة الله ونعته]
فاعلم أن الذي يريد أن يستنيب في عباده من يقوم فيهم مقامه لا بد أن يكسوه صفته ونعته فيكون الخليفة هو الظاهر والذي استخلفه الباطن فيكون كسور الأعراف باطنه فيه الرحمة لأنه الحق الذي غلبت رحمته غضبه وظاهره من قبله العذاب فما العذاب في ظاهره وإنما العذاب قبله فيراه قبلا ممن استخلف عليهم وقد حد الحق حدودا له يعاملهم بها ليكون إذا قام بها عند المؤمن بها وبه محمودا لا يتطرق إليه ذم كما لا يتطرق لمن استخلفه ف من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله فلا يذمه إلا من لا يعرفه ولا يعرف الله فالراحم منا من له رحمتان رحمة طبيعية وهي ذاتية له اقتضاها مزاجه ورحمة موضوعة فيه من الله بخلقه على الصورة وهذه الرحمة تتضمن مائة رحمة التي لله فإن لله مائة رحمة بعدد أسمائه فإن له تعالى تسعة وتسعين اسما ظاهرة وأخفى المائة للوترية فإنه يحب الوتر لأنه وتر فلكل اسم رحمة وإن كان من أسمائه المنتقم ففي انتقامه رحمة سأذكرها في باب الأسماء الإلهية من هذا الكتاب إن شاء الله فللرحيم من العباد مائة رحمة ورحمة من أجل الوترية فإنه يحب الوتر لأنه يحب الله ودرجات الجنة مائة درجة لكل درجة رحمة وللنار مائة درك في كل درك رحمة