اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[عالم العماء]
نعني بالهبة عيسى روح الله من قول جبريل لمريم لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا
ورد في الخبر أنه قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء
وقد ذكرنا فيما تقدم حديث العماء وأن فيه انفتحت صور العالم والذي يقوم عليه الدليل إن كل شيء سوى الله حادث ولم يكن ثم كان فينفي الدليل كون ما سوى الله في كينونة الحق الواجب الوجود لذاته فدوام الإيجاد لله تعالى ودوام الانفعال للممكنات والممكنات هي العالم فلا يزال التكوين على الدوام والأعيان تظهر على الدوام فلا يزال امتداد الخلأ إلى غير نهاية لأن أعيان الممكنات توجد إلى غير نهاية ولا تعمر بأعيانها إلا الخلأ وقولنا فيما تقدم إن العالم ما عمر سوى الخلأ نريد أنه ما يمكن أن يعمر ملا لأن الملأ هو العامر فلا يعمر في ملا وما ثم إلا ملا أو خلافا لعالم في تجديد أبدا فالآخرة لا نهاية لها ولو لا نحن لما قيل دنيا ولا آخرة وإنما كان يقال ممكنات وجدت وتوجد كما هو الأمر فلما عمرنا نحن من الممكنات المخلوقة أماكن معينة إلى أجل مسمى من حين ظهرت أع