اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[إن الله تعالى جعل العرش محل أحدية الكلمة]
اعلم أيدك الله بالشهود وجعلك من أهل الجمع والوجود إن الله تعالى لما جعل العرش محل أحدية الكلمة وهو الرحمن لا غيره وخلق الكرسي فانقسمت فيه الكلمة إلى أمرين ليخلق من كل شيء زوجين ليكون أحد الزوجين متصفا بالعلو والآخر بالسفل الواحد بالفعل والآخر بالانفعال فظهرت الشفيعة من الكرسي بالفعل وكانت في الكلمة الواحدة بالقوة ليعلم أن الموجود الأول أنه وإن كان واحد العين من حيث ذاته فإن له حكم نسبة إلى ما ظهر من العالم عنه فهو ذات وجودية ونسبة فهذا أصل شفيعة العالم ولا بد من رابط معقول بين الذات والنسبة حتى تقبل الذات هذه النسبة فظهرت الفردية بمعقولية الرابط فكانت الثلاثة أول الأفراد ولا رابع في الأصل فالثلاثة أول الأفراد في العدد إلى ما لا يتناهى والشفيعة المعبر عنها بالاثنين أول الأزواج إلى ما لا يتناهى في العدد فما من شفع إلا ويوتره واحد يكون بذلك فردية ذلك الشفع وما من فرد إلا ويشفعه واحد يكون به شفعية ذلك الفرد فالأمر الذي يشفع الفرد ويفرد الشفع هو الغني الذي له الحكم ولا يحكم عليه ولا يفتقر ويفتقر إليه فتدلت إلى الكرسي القدمان لما انقسمت فيه الكلمة الرحمانية فإن الكرسي نفسه به ظهرت قسمة