اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[إن وزراء المهدي عليه السلام من الأعاجم]
من أسرار علم وزرائه الذين استوزرهم الله له قوله تعالى وكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وهم على أقدام رجال من الصحابة صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء فأعطاهم الله في هذه الآية التي اتخذوها هجيرا وفي ليلهم سمير أفضل علم الصدق حالا وذوقا فعلموا إن الصدق سيف الله في الأرض ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره الله لأن الصدق نعته والصادق اسمه فنظروا بأعين سليمة من الرمد وسلكوا بأقدام ثابتة في سبيل الرشد فلم يروا الحق قيد مؤمنا من مؤمن بل أوجب على نفسه نصر المؤمنين ولم يقل بمن بل أرسلها مطلقة وجلاها محققة فقال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا وقال وما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وقال والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ فسماهم مؤمنين وقال وإِنْ يُشْرَكْ به تُؤْمِنُوا فسمى المشرك مؤمنا فهؤلاء هم المؤمنون الذين أيه الله بهم في قوله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ والْ