اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[التوحيد العقلي اى توحيد الأفعال]
هذا منزل التوحيد العقلي أعني توحيد الأفعال أي لا فاعل إلا الله وهو منزل شريف فاعلم إن العالم لم يزل في حال عدمه مشاهد الواجب الوجود لأنه لم يزل في عدم مرجح وهو ثابت العين وقد وصفه الحق في حال عدمه بالسمع والطاعة له فلم يستحل عليه إضافة المشاهدة ولهذا لم ينكره أحد من الممكنات في حال وجوده إلا أن هذا الموجود الإنساني وحده من بين العالم أشرك بعضه به ممن غلب عليه حجاب الطبع وهو ما اعتاد أن يسمع ويطيع ويعبد بالأصالة إلا لرب يشهده وقد صير ذلك المعبود حجاب الطبع غيبا له فاتخذ ما اتخذ من الموجودات التي يشهدها ويراها إما من العالم السماوي كالكواكب وإما من العالم الأسفل كالعناصر أو ما تولد عنها ربا يعبده على المشاهدة التي اعتادها وسكنت نفسه بها إليه وتوهم في نظره أن ذلك المتخذ إلها يشهد الحق وأنه أقرب إليه منه فعبد نفسه له خدمة ليقربه إلى الله عز وجل كما أخبر الله عنهم أنهم قالوا ما نَعْبُدُهُمْ يعني الآلهة الذين اتخذوها للعبادة إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى فأكدوه بزلفى وكان هذا عن نظر واجتهاد ثم رأوا أصحاب الشرائع المنزلة الإلهية قد قيدوا الناس بالسجود ووضع الوجوه على الأرض والر