اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة منزل سرين من أسرار قلب الجمع والوجود
وليس بنص في الإباحة وإنما هو ظاهر لأن حكم المحظور خلق أي حكم به من أجلنا أي نزل حكمه من أجلنا ابتلاء من الله هل نمتنع منه أم لا كما نزل الوجوب والندب والكراهة والإباحة فالأصل إن لا حكم وهو الأصل الأول الذي يقتضيه النظر الصحيح ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم حمد السواء وتفاصيله فإنه عم الطرفين والواسطة وأضافه إلى العالمين لم يخص عالما من عالم فقال في الطرف الواحد في أول فاتحة الكتاب الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وجعل هذا التحميد بين الرحمة المركبة فإنه تقدمه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وتأخر بعده الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ فصار العالم بين رحمتين فأوله مرحوم ومآله إلى الرحمة وجاء في وسط سورة يونس في صفة أهل الجنة إن آخر دعائهم أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وجاء في سورة والصافات والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ بعد قوله وسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وهم المرحومون السالمون فحمد الله رب العالمين عقيب نصره وظفره بخيبر فهو حمد نعمة فظهر حمد النعمة في أول السورة وفي وسطها وفي آخرها فعم الطرفين والواسطة فهل هذا الحمد في هذه المراتب على السواء من كونه حمد سواء أو هو مختلف المراتب