اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة منزل العندية الإلهية والصف الأول عند اللّه تعالى
فإن القوة الإلهية محلها الممكنات على الإطلاق والقوة الحادثة محلها بعض الممكنات فإذا حصرت أجناس العالم الممكن وسميت ما للقوة من الممكنات علمت على القطع مقدار ذلك من القوة الإلهية وفيه علم الفرق بين التسخير العالم والتسخير الخاص وهل كون الحق كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وسَنَفْرُغُ لَكُمْ هل هو من علم التسخير وبابه أو هو من حقيقة أخرى فإن السيد بصورة الحال يقوم بما يحتاج إليه بعده فهو تسخير دقيق يعطى كمالا في السيد فإن العبد ليست منزلته أن يسخر سيده ومنزلة العبد أن يكون مسخرا تحت تسخير سيده بالحالين تسخير بأمر سيده وتسخير بنفسه من ذاته لكونه عبدا وقد يسخر لغير سيده من أمثال سيده ومن أمثاله بطرق مختلفة منها ما يكون تسخيره لذلك الغير عن أمر سيده ومنها ما يكون بطريق المروءة مع المسخر له بفتح الخاء ومنه ما يكون عادة لاستصحاب التسخير له من كونه عبدا فصار له ذلك ديدنا يحكم عليه فيتسخر لغير سيده بحكم العادة لا بالمروءة ولا بأمر السيد وفيه علم نظر العالم كله إلى هذا الإنسان هل ينظر إليه من كونه خليفة أو ينظر إليه من حيث ما عنده من الأمانات له ليؤديها إليه فهو مرسل من الحق بحكم الجبر لا بحكم ا