موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية

[أن الله تعالى إذا ذكر شيئا بضمير الغائب فما هو غائب عنه‏]


FUTMAK.COM الفتوحات المكية: الصفحة 158 من الجزء الثالث

واعلم أن الله تعالى إذا ذكر لك شيئا بضمير الغائب فما هو غائب عنه وإنما راعى المخاطب وهو أنت والمذكور غائب عنك فإذا ذكره بضمير الحضور من إشارة إليه وغيرها فإنما راعاك ومراعاة شهوده لا بد منها في كل حال ولكن يفرق بين ما يحكيه الله من أقوال القائلين وبين الكلام الذي يقوله من عند نفسه فإذا كان الحق سمع العبد وبصره زالت الغيبة في حق العبد فما هو عند ذلك مخاطب بما فيه ضمير غائب وقد وجد الخطاب لمن هذه صفته بضمير الغائب فكيف الأمر قلنا لما كان العبد المنزل عليه القرآن مأمورا بتبليغه إلى المكلفين وتبيينه للناس ما نزل إليهم ومن الأشياء ما هي مشهودة لهم وغائبة عنهم ولم يؤمر أن يحرف الكلم عن مواضعه بل يحكي عن الله كما حكى الله له قول القائلين وقولهم يتضمن الغيبة والحضور فما زاد على ما قالوه في حكايته عنهم وقيل له بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ فلم يعدل عن صورة ما أنزل إليه فقال ما قيل له فإنه ما نزلت المعاني على قلبه من غير تركيب هذه الحروف وترتيب هذه الكلمات ونظم هذه الآيات وإنشاء هذه السور المسمى هذا كله قرآنا فلما أقام الله نشأة القرآن صورة في نفسها أظهرها كما شاهدها فأبصرتها الأبصار في المصا


---

(... عرض اقتباس آخر بشكل عشوائي)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!