اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[تكلم الناس في الشريعة والحقيقة]
اعلم أيدك الله أيها الولي الحميم أن الناس تكلموا في الشريعة والحقيقة قال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم آمرا وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً يريد من العلم به من حيث ما له تعالى من الوجوه في كل مخلوق ومبدع وهو علم الحقيقة فما طلب الزيادة من علم الشريعة بل كان يقول اتركوني ما تركتكم وعلم الشريعة علم محجة وطريق لا بد له من سالك والسلوك تعب فكان يريد التقليل من ذلك وغاية طريق الشريعة السعادة الحسية وليست الحقيقة غايتها في العموم فإن من الناس من ينال الحقيقة في أول قدم يضعه في طريق الشريعة لأن وجه الحق في كل قدم وما كل أحد يكشف له وجه الحق في كل قدم والشريعة المحكوم بها في المكلفين والحقيقة الحكم بذلك المحكوم به والشريعة تنقطع والحقيقة لها الدوام فإنها باقية بالبقاء الإلهي والشريعة باقية بالإبقاء الإلهي والإبقاء يرتفع والبقاء لا يرتفع
فهذا المنزل يعطيك شرف الإنسان على جميع من في السماء الأرض وإنه العين المقصودة للحق من الموجودات لأنه الذي اتخذه الله مجلى وأعني به الإنسان الكامل لأنه ما كمل إلا بصورة الحق كما إن المرآة وإن كانت تامة الخلق فلا تكمل إلا بتجلى صورة الناظر ف