اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة منزل اشتراك عالم الغيب وعالم الشهادة من الحضرة الموسوية
الله سبحانه بهذا الجهل أصحاب الهموم فهو رحمة في حقهم فإنهم لو شاهدوا تحديدا لهم في كل زمان فرد لم يزل عذابه كبيرا عندهم وآلامه متضاعفة فلما حيل بينهم وبين هذه المشاهدة وتخيلوا أن الهم الأول هو الذي استصحبهم لم يقم عندهم مقام فجأته في الفعل وهان عليهم حمله للاستصحاب الذي تخيلوه رحمة من الله بهم وتخفيفا عنهم إلا في جهنم فإن أهلها مع الأنفاس يشاهدون تجديد العذاب وكلامنا إنما هو في هذه الدار الدنيا محل الحجاب إلا للعارفين فإن لهم مقام الآخرة في الدنيا فلهم الكشف والمشاهدة وهما أمران يعطيهما عين اليقين وهو أتم مدارك العلم فالعلم الحاصل عن العين له أعظم اللذات في المعلومات المستلذة فهم في الآخرة حكما وفي الدنيا حسا وهم في الآخرة مكانة وفي الدنيا مكانا ثم يتصل لهم ذلك بالآخرة من القبر إلى الجنة وما بينهما من منازل الآخرة وهو قوله تعالى لَهُمُ الْبُشْرى في الْحَياةِ الدُّنْيا وهي ما هم فيه من مشاهدة ما ذكرناه وفي الْآخِرَةِ من القبر إلى الجنة فهو نعيم متصل فهذا نعيم العارفين وليس لغيرهم هذا النعيم الدائم ثم إن الحق سبحانه وتعالى في هذا المنزل أمر عبده المعتنى به أن يكون مع خلقه كما كان ال