اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[إن الإنابة من منزل التجلي]
فاعلم إن لهذا المنزل الإنابة وممن تحقق بها أبو يزيد البسطامي وهي الجمعية الذاتية ولا تكون للعارف من الله إلا عن شهود محقق من خلف حجاب مظهر بشرى واعلم أن القوم قد اصطلحوا على ألفاظ لمعان قرروها في نفوسهم يخاطبون بها بعضهم بعضا كما فعلت كل طائفة فيما تنتحله من العلوم كالنحويين وأصحاب العدد والمهندسين والأطباء والمتكلمين والفقهاء وغيرهم فمما اصطلحت عليه هذه الطائفة الهوية والإنية والأنانية لأغراض في نفوسهم فهذا المنزل من ذلك منزل الأنانة فالإنية هي عبارة عن الحقيقة من حيث الأحدية والأنانية التي هنا عبارة عن الحقيقة الأحدية التي هي عين الجمع فهذا منزل من منازل الغيوب لا ظهور له في الشهادة لكن المنازل التي في الغيب على ضربين منازل يكون عنها آثار في الشهادة يستدل بتلك الآثار عليها وإن كانت غيبا سواء ورد بذلك التعريف الإلهي أو لم يرد من حيث الخطاب ومنازل لا يكون عنها في الشهادة أثر فلا تعرف إلا من طريق التعريف الإلهي ولا نتحقق تحقق منازل الآثار وهذه الأنانية من المنازل التي لها آثار في عالم الشهادة والملكوت وآثارها مختلفة وتتقيد باختلاف آثارها وإن كانت في نفسها مطلقة فتارة تتقيد باسم ضمير