اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة منزل الألفة وأسراره من المقام الموسوى والمحمدى
ولا يصح الافتقار لهم إليه في وجودهم لأنهم موجودون وإنما كان ذلك الافتقار منهم لوجودهم في حال عدمهم فلهذا أوجدهم فمتعلق الافتقار أبدا إنما هو العدم ليوجده لهم إذ بيده إيجاد ذلك وأما غيرنا فرأوا ذلك من الله عقدا لا حالا وهم المسلمون الأكثرون عالمهم وجاهلهم ومن الناس من يرى ذلك من الله أصلا لا عقدا ولا حالا وهم القائلون بالعلل والمعلولات وهم أبعد الطوائف من الله ومن الناس من لا يرى ذلك من الله لا أصلا ولا عقدا ولا حالا وهم المعطلة وما من طائفة مما ذكرنا إلا وتجد الافتقار من ذاتها ومن المحال أن يقع الغني من الله لأحد من هؤلاء الطوائف على الإطلاق أبدا ولكن قد يقع لهم الغني المقيد دائما لا ينفكون عنه وأما فرض الطريق إليه فهو ذاتي أيضا من حيث هو طريق وإنما الذي يتعلق به الاكتساب سلوك خاص في هذا الطريق لمن يفتقر إليه وإذا كان السلوك بهذه المثابة تعين التحريض عليه وتبيينه لمن جهله فمن عدل عن تبيينه لمن يستحقه وهو عالم به فهو صاحب حرمان وخذلان وقد نبه عليه السلام على مرتبة من مراتب ذلك
بقوله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار
والسؤال قد يكون لفظا وحال