اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
«الباب السادس والستون ومائتان في معرفة الشاهد»
وهو بقاء صورة المشاهد في نفس المشاهد اسم فاعل فصورة المشهود في القلب هي عين الشاهد وبه يقع النعيم للمشاهد
مشاهدة الحق من علمنا *** تحصيل شاهدها في القلوب
فيدركها بعيون الحجى *** موفقة خلف ستر الغيوب
ويطلعه بدر تم علا *** على شمسه في مهب الجنوب
ولما كان الشاهد حصول صورة المشهود في النفس عند الشهود فيعطي خلاف ما تعطيه الرؤية فإن الرؤية لا يتقدمها علم بالمرئي والشهود يتقدمه علم بالمشهود وهو المسمى بالعقائد ولهذا يقع الإقرار والإنكار في الشهود ولا يكون في الرؤية إلا الإقرار ليس فيها إنكار وإنما سمي شاهدا لأنه يشهد له ما رآه بصحة ما اعتقده فكل مشاهدة رؤية وما كل رؤية مشاهدة ولكن لا يعلمون فما يرى الحق إلا الكمل من الرجال ويشهده كل أحد ولا يكون عن الرؤية شاهد وقال الله تعالى في إثبات الشاهد أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ من رَبِّهِ ويَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وفي هذه الآية وجوه كلها مقصودة لله فيكون العبد على كشف من الله لما يريده به أو منه