اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
فى معرفة حال المرَاد
وأنت المريد فإن المريد لا يكون إلا موجودا وأما الإرادة عندنا فهي قصد خاص في المعرفة بالله وهي أن تقوم به إرادة العلم بالله من فتوح المكاشفة لا من طريق الدلالة بالبراهين العقلية فتحصل له المعرفة بالله ذوقا وتعليما إلهيا فيما لا يمكن ذوقه وهو قوله واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله وقالت المشايخ في الإرادة إنها ترك ما عليه العادة وقد تكون عادة زيد ما هي عادة عمرو فيترك عمرو عادته بعادة زيد لأنها ليست عادة له ثم اعلم في مذهبنا إنك إذا علمت أن الإرادة متعلقها العدم وعلمت إن العلم بالله مراد للعبد وعلمت أنه لا يحصل العلم به على ما يعلم الله به نفسه لأحد من المخلوقين مع كون الإرادة من المخلوقين لذلك موجودة فالإرادة للعبد ما دام في هذا المقام لازمة لازم حكمها وهو التعلق بالمعدوم والعلم بالله كما قلنا لا يصح وجوده فالعبد حكم الإرادة فيه أتم من كونها فيمن يدرك ما يريد فليست الإرادة الحقيقية إلا ما لا يدرك متعلقها فلا يزال عينها متصفا بالوجود ما دام متعلقها متصفا بالعدم فإن الإرادة إذا وجد مرادها أو ثبت زال حكمها وإذا زال حكمها زال عينها وينبغي للإرادة فينا أن لا تزول فإن مرادها لا يكون وأما