اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[إن اللطيفة تحصل للعبد من الله باسم اللطيف]
فاعلم وفقك الله أن اللطيفة التي تحصل للعبد من الله من حيث لا يشعر إذا أوصلها العبد بهمته لتلميذه أو لمن شاء من عباد الله من حيث لا يشعر ذلك الشخص عن قصد من الشيخ حينئذ يقال فيه إنه صاحب لطيفة ولا يصح هذا إلا للمتخلق بالاسم الإلهي اللطيف فإن وقع الشعور بها فليس بصاحب لطيفة وإن وقع للتلميذ أو للموصل إليه ذلك المعنى أنه وصل إليه من هذا الشيخ عن علم محقق لا عن حسبان ولا حسن ظن ولا تخمين فذلك الشيخ ليس بصاحب لطيفة في تلك المسألة فإنه من شأن صاحب هذا المقام العزة والمنع أن يشعر به إن ذلك من عنده على تفصيل ما وقع منه الإيصال لا على الإجمال كما تعلم أن الرزاق هو الله على الإجمال ولكن ما تعرف كيف إيصال الرزق للمرزوق على التفصيل والتعيين الذي يعلمه الحق من اسمه اللطيف فإن علم فمن حكم اسم آخر إلهي لا من الاسم اللطيف وليس ذلك بلطيفة فلا بد من الجهل بالإيصال ولهذا المعنى سميت حقيقة الإنسان لطيفة لأنها ظهرت بالنفخ عند تسوية البدن للتدبير من الروح المضاف إلى الله في قوله فَإِذا سَوَّيْتُهُ ونَفَخْتُ فِيهِ من رُوحِي وهو النفس الإلهي وقد مضى بابه فهو سر إلهي لطيف ينسب إلى الله على الإجمال من غير تك