اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[التحلي التشبه بأحوال الصادقين في أقوالهم وأفعالهم]
اعلم أن التحلي بالحاء المهملة في اصطلاح الطائفة التشبه بأحوال الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وهذا في الطريق عندنا مدخول ومن أسماء الله الصادق وأن الصادقين من أحوالهم التحلي بالحاء المهملة فلا بد من معرفة ما يتحلى به فهل تحلوا بما هو لغيرهم فتزينوا بما ليس لهم فهم لابسو أثواب زور أو تحلوا بما هو لهم فهم صادقون والتحلي عندنا هو التزين بالأسماء الإلهية على الحد المشروع بحيث أن يعسر التمييز وهم الذين إذا رؤوا ذكر الله كعرش بلقيس لما قامت لها شبهة بعد المسافة فقالت كَأَنَّهُ هُوَ ولو شاهدت الاقتدار الإلهي لعلمت أنه هو كما كان هو من غير زيادة وإذا حصل الإنسان في هذا المقام بهذا التحلي ولم يحجبه هذا التحلي في حال تزينه به وأنه له حقيقة ما استعاره بل ذلك ملكه وما له ولا منعه عن شهود عبوديته لربه وإن نسبة ما ظهر به مما هو نعت لخالقه ما كان تشبها وإنما كان تزينا فذلك التحلي ويقول الحكماء في هذه الحالة إنه التشبه بالإله جهد الطاقة وهذا القول إذا حققته جهل من قائله لأن التشبه في نفس الأمر لا يصح فمن قامت به صفة فهي له وهو مستعد لقيامها به فباستعداد ذاته اقتضاها فما تشبه أحد بأحد بل الصفة في كل و