اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[الرياضة قسمان]
اعلم أن الرياضة عند القوم من الأحوال وهي قسمان رياضة الأدب ورياضة الطلب
فرياضة الأدب
عندهم الخروج عن طبع النفس
ورياضة الطلب
هي صحة المراد به أعني بالطلب
وعندنا الرياضة تهذيب الأخلاق فإن الخروج عن طبع النفس لا يصح ولما كان لا يصح بين الله لذلك الطبع مصارف فإذا وقفت النفوس عندها حمدت وشكرت ولم تخرج بذلك عن طبعها فرياضتها اقتصارها على المصارف التي عينها لها خالقها فإن عين الشيء المزاجي ليس غير مزاجه فلو خرج الشيء عن طبعه لم يكن هو ولهذا يكون قول من قال رياضة الطلب صحة المراد به فإنه إذا كان الشيء مرادا به أمر ما والمريد لذلك الأمر هو موجد ذلك الشيء وقد عينه له وعرفه به وإن ذلك القدر يريد منه فتصرف فيه بطبعه على ذلك الحد كان صاحب رياضة لأنه لو تصرف في نقيض ما أريد منه لكان تصرفه فيه بطبعه أيضا فما كان التهذيب فيه إلا صرفه عن الإطلاق في التصرف إلى التقييد فإن أراد صاحب القول في رياضة الأدب أنه الخروج عن طبع النفس بمعنى ما كان لها فيه التصرف مطلقا صار مقيدا فحمل هذا الشخص نفسه على ما قيدها به خالقها من التصرف فيه ودخلت تحت التحجير بعد ما كانت مسرحة