اقتباسات ملهمة من الفتوحات المكية
[الأعيان الثابتة عليها يقع الخطاب من طرفي الوجود المطلق والعدم المطلق]
فصار العدم المحال يطلبنا أن نكون ملكا له وصار الحق الواجب الوجود لنفسه يطلبنا لنكون ملكه ويظهر فينا سلطانه ونحن على حقيقة نقبل بها الوصفين ونحن إلى العدم أقرب نسبة منا إلى الوجود فإنا معدومون ولكن غير موصوفين بالمحال لكن نعتنا في ذلك العدم الإمكان وهو أنه ليس في قوتنا أن ندفع عن نفوسنا الوجود ولا العدم لكن لنا أعيان ثابتة متميزة عليها يقع الخطاب من الطرفين فيقول العدم لنا كونوا على ما أنتم عليه من العدم لأنه ليس لكم أن تكونوا في مرتبتي ويقول الحق لكل عين من أعيان الممكنات كن فيأمره بالوجود فيقول الممكن نحن في العدم قد عرفناه وذقناه وقد جاءنا أمر الواجب الوجود بالوجود وما نعرفه وما لنا فيه قدم فتعالوا ننصره على هذا المحال العدمي لنعلم ما هذا الوجود ذوقا فكانوا عند قوله كن فلما حصلوا في قبضته لم يرجعوا بعد ذلك إلى العدم أصلا لحلاوة لذة الوجود وحمدوا رأيهم ورأوا بركة نصرهم الله على العدم المحال