The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة هذا الشخص المحقق فى منزل الأنفاس وأسراره بعد موته رضى الله عنه
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 219 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

رجل عمل بما علم من فروع الأحكام واعتقد الايمان بما جاءت به الرسل والكتب فكشف الله عن بصيرته وصيره ذا بصيرة في شأنه كما فعل بنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم وأهل عنايته فكاشف وأبصر ودعا إلى الله عز وجل على بصيرة كما قال الله تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم مخبرا له أَدْعُوا إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ أَنَا ومن اتَّبَعَنِي وهؤلاء هم العلماء بالله العارفون وإن لم يكونوا رسلا ولا أنبياء فهم على بينة من ربهم في علمهم به وبما جاء من عنده‏

[المتشابهات: تأويلها أو التسليم بها]

وكذلك وصف نفسه بكثير من صفات المخلوقين من المجي‏ء والإتيان والتجلي للأشياء والحدود والحجب والوجه والعين والأعين واليدين والرضي والكراهة والغضب والفرح والتبشبش وكل خبر صحيح ورد في كتاب وسنة والأخبار أكثر من أن تحصى مما لا يقبلها إلا مؤمن بها من غير تأويل أو بعض أرباب النظر من المؤمنين بتأويل أضطره إليه إيمانه فانظر مرتبة المؤمن ما أعزها ومرتبة أهل الكشف ما أعظمها حيث ألحقت أصحابها بالرسل والأنبياء عليهم السلام فيما خصوا به من العلم الإلهي لأن العلماء ورثة الأنبياء وما ورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم‏

يقول صلى الله عليه وسلم إنا معشر الأنبياء لا نورث ما تركنا صدقة

فمن كان عنده شي‏ء من هذه الدنيا فليوقفه صدقة على من يراه من الأقربين إلى الله فهو النسب الحقيقي أو يزهد فيه ولا يترك شيئا يورث عنه إن أراد أن يلحق بهم ولا يرث أحدا فالحمد لله الذي أعطانا من هذا المقام الحظ الوافر فهذا بعض ما ورد علينا من الله عز وجل في الله تعالى من الأوصاف‏

[قلب الحقائق والمعجزات‏]

وأما في قلب الحقائق فلا خلاف بين العقلاء في أنه لا يكون ودل دليل العقل القاصر من جهة فكره ونظره لا من جهة إيمانه وقبوله إذ لا أعقل من الرسل وأهل الله إن الأعيان لا تنقلب حقيقة في نفسها وإن الصفات والأعراض في مذهب من يقول إنها أعيان موجودة لا نقوم بأنفسها ولا بد لها من محل قائم بنفسه أو غير قائم بنفسه لكنه في قائم بنفسه ولا بد ومثال الأول السواد مثلا أو أي لون كان لا يقوم إلا بمحل يقال فيه لقيام السواد به أسود ومثال الثاني كالسواد المشرق مثلا فالسواد هو المشرق فإنه نعت له فهذا معنى قولي أو غير قائم بنفسه لكنه في قائم بنفسه وهذه مسألة خلاف بين النظار هل يقوم المعنى بالمعنى فمن قائل به ومانع من ذلك وقد ثبت أن جميع الأعمال كلها أعراض وإنها تفني ولا بقاء لها وإنه ليس لها عين موجودة بعد ذهابها ولا توصف بالانتقال وإن الموت إما عرض موجود في الميت في مذهب بعض النظار وإما نسبة افتراق بعد اجتماع وكذا جميع الأكوان في مذهب بعضهم وهو الصحيح الذي يقتضيه الدليل وعلى كل حال فإنه لا يقوم بنفسه‏

[مراتب العلماء في المتشابهات‏]

ووردت الأخبار النبوية بما يناقض هذا كله مع كوننا مجمعين على إن الأعمال أعراض أو نسب‏

فقال الشارع وهو الصادق صاحب العلم الصحيح والكشف الصريح إن الموت يجاء به يوم القيامة في صورة كبش أملح يعرفه الناس ولا ينكره أحد فيذبح بين الجنة والنار روى أن يحيى عليه السلام هو الذي يضجعه ويذبحه بشفرة تكون في يده والناس ينظرون إليه‏

وورد أيضا في الخبر أن عمل الإنسان يدخل معه في قبره في صورة حسنة أو قبيحة فيسأله صاحبه فيقول أنا عملك وأن مانع الزكاة يأتيه ماله شجاعا أقرع له زبيبتان‏

وأمثال هذا في الشرع لا تحصى كثرة فأما المؤمنون فيؤمنون بهذا كله من غير تأويل وأما أهل النظر من أهل الايمان وغيرهم فيقولون حمل هذا على ظاهره محال عقلا وله تأويل فيتأولونه بحسب ما يعطيهم نظرهم فيه ثم يقولون أهل الايمان منهم عقيب تأويلهم والله أعلم يعني في ذلك التأويل الخاص الذي ذهب إليه هل هو المراد لله أم لا وأما حمله على ظاهره فمحال عندهم جملة واحدة والايمان إنما يتعلق بلفظ الشارع به خاصة هذا هو اعتقاد أهل الأفكار

[صفات الممكنات نسب وإضافات بينها وبين الحق‏]

وبعد أن بينا لك هذه الأمور ومراتب الناس فيها فإنها من هذا الباب الذي نحن بصدده فاعلم أنه ما ثم إلا ذوات أوجدها الله تعالى فضلا منه عليها قائمة بأنفسها وكل ما وصفت به فنسب وإضافات بينها وبين الحق من حيث ما وصفت فإذا أوجد الموجد قيل فيه إنه قادر على الإيجاد ولو لا ذاك ما أوجد وإذا خصص الممكن بأمر دون غيره مما يجوز أن يقوم به قيل مريد ولو لا ذلك ما خصصه بهذا دون غيره وسبب هذا كله إنما تعطيه حقيقة الممكن فالممكنات أعطت هذه النسب فافهم إن كنت ذا لب ونظر إلهي وكشف رحماني‏

[مآخذ العلوم: مصادر المعرفة]

وقد قررنا في الباب الذي قبل هذا أن مآخذ العلوم من طرق مختلفة وهي السمع والبصر والشم واللمس والطعم والعقل من حيث ضرورياته وهو ما يدركه بنفسه من غير قوة أخرى ومن حيث فكره الصحيح أيضا مما يرجع إلى طرق الحواس أو الضروريات والبديهيات‏


مخطوطة قونية
882
883
884
885
886
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 219 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !