The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة سر سلمان الذى ألحقه بأهل البيت والأقطاب الذين ورثه منهم ومعرفة أسرارهم
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 197 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ظاهر الشرع وتلحق المذمة بعامله لكان مضافا لي أهل البيت من لم يذهب عنه الرجس فيكون لأهل البيت من ذلك بقدر ما أضيف إليهم وهم المطهرون بالنص فسلمان منهم بلا شك فأرجو أن يكون عقب علي وسلمان تلحقهم هذه العناية كما لحقت أولاد الحسن والحسين وعقبهم وموالي أهل البيت فإن رحمة الله واسعة

[أهل البيت أقطاب العالم‏]

يا ولي وإذا كانت منزلة مخلوق عند الله بهذه المثابة أن يشرف المضاف إليهم بشرفهم وشرفهم ليس لأنفسهم وإنما الله تعالى هو الذي اجتباهم وكساهم حلة الشرف كيف يا ولي بمن أضيف إلى من له الحمد والمجد والشرف لنفسه وذاته فهو المجيد سبحانه وتعالى فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده وهم الذين لا سلطان لمخلوق عليهم في الآخرة قال تعالى لإبليس إِنَّ عِبادِي فأضافهم إليه لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وما تجد في القرآن عبادا مضافين إليه سبحانه إلا السعداء خاصة وجاء اللفظ في غيرهم بالعباد فما ظنك بالمعصومين المحفوظين منهم القائمين بحدود سيدهم الواقفين عند مراسمه فشرفهم أعلى وأتم وهؤلاء هم أقطاب هذا المقام‏

[سر سلمان‏]

ومن هؤلاء الأقطاب ورث سلمان شرف مقام أهل البيت فكان رضي الله عنه من أعلم الناس بما لله على عباده من الحقوق وما لأنفسهم والخلق عليهم من الحقوق وأقواهم على أدائها وفيه‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان الايمان بالثريا لنا له رجال من فارس وأشار إلى سلمان الفارسي‏

وفي تخصيص النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ذكر الثريا دون غيرها من الكواكب إشارة بديعة لمثبتي الصفات السبعة لأنها سبعة كواكب فافهم فسر سلمان الذي ألحقه بأهل البيت ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من أداء كتابته وفي هذا فقه عجيب فهو عتيقة صلى الله عليه وسلم ومولى القوم منهم والكل موالي الحق ورحمته وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وكل شي‏ء عبده ومولاه‏

[أهل البيت: لا ينبغي لمسلم أن يذمهم‏]

وبعد أن تبين لك منزلة أهل البيت عند الله وأنه لا ينبغي لمسلم أن يذمهم بما يقع منهم أصلا فإن الله طهرهم فليعلم الذام لهم أن ذلك راجع إليه ولو ظلموه فذلك الظلم هو في زعمه ظلم لا في نفس الأمر وإن حكم عليه ظاهر الشرع بأدائه بل حكم ظلمهم إيانا في نفس الأمر يشبه جرى المقادير علينا في ماله ونفسه بغرق أو بحرق وغير ذلك من الأمور المهلكة فيحترق أو يموت له أحد أحبائه أو يصاب في نفسه وهذا كله مما لا يوافق غرضه ولا يجوز له أن يذم قدر الله ولا قضاءه بل ينبغي له أن يقابل ذلك كله بالتسليم والرضي وإن نزل عن هذه المرتبة فبالصبر وإن ارتفع عن تلك المرتبة فبالشكر فإن في طي ذلك نعما من الله لهذا المصاب وليس وراء ما ذكرناه خير فإنه ما وراءه ليس إلا الضجر والسخط وعدم الرضي وسوء الأدب مع الله فكذا ينبغي أن يقابل المسلم جميع ما يطرأ عليه من أهل البيت في ماله ونفسه وعرضه وأهله وذويه فيقابل ذلك كله بالرضى والتسليم والصبر ولا يلحق المذمة بهم أصلا وإن توجهت عليهم الأحكام المقررة شرعا فذلك لا يقدح في هذا بل يجريه مجرى المقادير وإنما منعنا تعليق الذم بهم إذ ميزهم الله عنا بما ليس لنا معهم فيه قدم وأما أداء الحقوق المشروعة فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقترض من اليهود وإذا طالبوه بحقوقهم أداها على أحسن ما يمكن وإن تطاول اليهودي عليه بالقول يقول دعوه إن لصاحب الحق مقالا وقال صلى الله عليه وسلم في قصة لو أن فاطمة بنت محمد سرقت قطعت يدها

فوضع الأحكام لله يضعها كيف يشاء وعلى أي حال يشاء فهذه حقوق الله ومع هذا لم يذمهم الله وإنما كلامنا في حقوقنا وما لنا أن نطالبهم به فنحن مخيرون إن شئنا أخذنا وإن شئنا تركنا والترك أفضل عموما فكيف في أهل البيت وليس لنا ذم أحد فكيف بأهل البيت فإنا إذا نزلنا عن طلب حقوقنا وعفونا عنهم في ذلك أي فيما أصابوه منا كانت لنا بذلك عند الله اليد العظمى والمكانة الزلفى‏

[محبة آل بيت النبي من محبة النبي‏]

فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما طلب منا عن أمر الله إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى‏ وفيه سر صلة الأرحام ومن لم يقبل سؤال نبيه فيما سأله فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته وهو ما أسعف نبيه صلى الله عليه وسلم فيما طلب منه من المودة في قرابته فكيف بأهل بيته فهم أخص القرابة ثم إنه جاء بلفظ المودة وهو الثبوت على المحبة فإنه من ثبت وده في أمر استصحبه في كل حال وإذا استصحبته المودة في كل حال لم يؤاخذ أهل البيت بما يطرأ منهم في حقه مما له أن يطالبهم به فيتركه ترك محبة وإيثارا لنفسه لا عليها قال المحب الصادق‏

وكل ما يفعل المحبوب محبوب‏

وجاء باسم الحب فكيف حال المودة ومن البشرى ورود اسم الودود لله تعالى ولا معنى لثبوتها إلا حصول أثرها بالفعل في الدار الآخرة وفي النار لكل طائفة بما تقتضيه حكمة الله فيهم وقال الآخر في المعنى‏


مخطوطة قونية
787
788
789
790
791
792
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 197 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !