The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الاشتراك مع الحق فى التقدير
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 299 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الكامل والحق في ليس كمثله شي‏ء إلا قبوله لجميع الأسماء الإلهية التي بأيدينا وبها صحت خلافته وفضل على الملائكة فالخليفة إن لم يظهر فيمن هو خليفة عليه بأحكام من استخلفه وصورته في التصرف فيه وإلا فما هو خليفة له كما أن الخليفة قد استخلف من استخلفه في ماله وجميع أحواله لما اتخذه وكيلا فهو فيما استخلفه الحق فيه من التصرف في المستخلف عليه لا يتصرف إلا بنظر وكيله فهو المستخلف بالمستخلف فاستخلاف العبد ربه لما اتخذه وكيلا خلافة مطلقة ووكالة مفوضة دورية واستخلاف الرب عبده خلافة مقيدة بحسب ما تعطيه ذاته ونشأته‏

يقول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لربه عز وجل لما سافر أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل‏

فسماه خليفة والله تعالى قد أقسم بكل معلوم من موجود ومعدوم فقال فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وما لا تُبْصِرُونَ فأقسم بنفسه وبجميع المعلومات فهل لنا أن نقسم بما أقسم الله تعالى به أو محجور علينا ذلك فلا نكون إذا خلفاء فيما هو محجور علينا والمقسم به قد يقسم بالأمر مضافا أو مفردا فالمفرد والله لأفعلن كذا والمضاف مثل قول عائشة رضي الله عنها في قسمها ورب محمد فدخل المضاف في المضاف إليه في الذكر بالقسم فعلى هذا الحد يقسم الإنسان الكامل يكل معلوم سواء ذكر الاسم أو لم يذكره وهو بعض تأويلات وجوه قسم الله بالأشياء في مثل قوله تعالى والشَّمْسِ والضُّحى‏ واللَّيْلِ والتِّينِ يريد ورب الشمس ورب الضحى ورب التين فما أقسم إلا بنفسه فلا قسم إلا بالله وما عدا ذلك من الأقسام فهو ساقط ما ينعقد به يمين في المقسوم عليه ولهذا قال تعالى لا يُؤاخِذُكُمُ الله بِاللَّغْوِ في أَيْمانِكُمْ واللغو الساقط فمعناه لا يؤاخذكم الله بالإيمان التي أسقط الكفارة فيها إذا حنثتم ولكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فلما سقط العقد بالقلب عند اليمين سقطت الكفارة إذا وقع الحنث ولا خلاف بين العلماء أن الكفارة في الايمان المذكورة في القرآن أنها في اليمين بالله لا بغيره وجاء بالإيمان معرفة بالإضافة والألف واللام وقد صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم النهي عن اليمين بغير الله‏

فالخليفة ينبغي له أن يكون مع إرادة من استخلفه فيما استخلفه فيه فإن الله يقول والله غالِبٌ عَلى‏ أَمْرِهِ والصورة قد تكون في اللسان الأمر والشأن‏

فقوله إن الله خلق آدم على صورته‏

أي على أمره وشأنه فالله غالب على أمره أي على من أظهره بصورته أي بأمره فإن له حكم العزل فيه مع بقاء نشأته فيدلك ذلك على أنه ما أراد بالصورة النشأة وإنما أراد الأمر والحكم فالعالم لا يعدل عن سنن العلم ومراد الله في الأشياء وهذا الأمر وحده على الاختصاص من آثار الجوزاء خاصة وهي برج هوائي فطابق الأمر

قول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الرب كان في عماء

بالمد والهمزة وهو السحاب الرقيق ما فوقه هواء وما تحته هواء فنفى عن هذا العماء إحاطة الهواء به وما تعرض لنفي الهواء فالأمر لله فليست نسبة العماء إليه بأولى من نسبة الهواء فنفى الإحاطة الهوائية بهذا العماء لا بد فيه من نفي المجموع لا الجميع وقد بينا في‏

النفس الرحماني حديث العماء والجوزاء بين الماء والتراب لأنها بين الثور والسرطان كآدم بين الماء والطين ولهذا كان حكم الهواء أعم من سائر الأركان لأنه يتخلل كل شي‏ء وله في كل شي‏ء سلطان فيزلزل الأرض ويموج الماء ويجريه ويوقد النار وبه حياة كل نفس متنفس وله الإنتاج في الأشجار وهو الرياح اللواقح فهذا الأثر الثاني من الأقسام الاثني عشر وأما الأثر الثالث وهو ما يظهر في العالم مما يمكن أن يستغني عنه وإنما ظهر مع الاستغناء عنه لتظهر مرتبة قوة الاثنين لئلا يقال ما في الوجود إلا الله مع ظهور الممكنات والمخلوقين فيعلم فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ مع وجود العالمين والاستغناء عنه معقول فجاء في العالم هذا الأمر الذي يمكن أن يستغني عنه مع وجوده لبيان غنى الحق عن العالم فما جعله الله في العالم عبثا فأعطى وجوده مع الاستغناء عنه هذا العلم وهو علم نافع وله نظم خاص يشبه نظم ما لا يستغني عنه مثل وجود الولد عن النكاح وهو مستغني عنه دليلنا نكاح أهل الجنة في الجنة ونكاح العقيم وأما الأثر الرابع‏

فكقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله الله‏

فأتى به مرتين ولم يكتف بواحدة وأثبت بذلك أنه ذكر على الانفراد ولم ينعته بشي‏ء وسكن الهاء من الاسم وهو تفسير لقوله تعالى اذْكُرُوا الله ذِكْراً كَثِيراً وهو تكرار هذا الاسم وقوله ولَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ولم يذكر إلا الاسم الله خاصة وهو مأمور من الله أن يبين للناس ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فلو لا إن قول الإنسان الله الله له حفظ العالم الذي يكون فيه هذا الذكر لم‏


مخطوطة قونية
7405
7406
7407
7408
7409
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 299 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!