موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فيجوزُ العابرُ من هذه الصورة التي أبصرها النائم إلى صورة ما هو الأمر عليه إن أصاب كظهور العلم في صورة اللبن. فعبَّر في التأويل من صورة اللبن إلى صورة العلم فتأوَّلَ أي قال: مآل‏ «1» هذه الصورة اللبنية إلى صورة العلم.

ثم إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أُوحي إليه أُخِذَ عن المحسوسات المعتادة فسجي‏ «2» وغاب عن الحاضرين عنده: فإذا سُرِّي عنه رُدَّ. فما أدركه إلا في حضرة الخيال، إلا أنه لا يسمى نائماً. وكذلك إذا تمثل له المَلَك رجلًا فذلك من حضرة الخيال، فإنه ليس برجل وإنما هو ملك، فدخل في صورة إنسان. فعبَّره‏ «3» الناظر العارف حتى وصل إلى صورته الحقيقية، فقال هذا جبريل أتاكم يعلمكم‏ «4» دينكم. وقد قال لهم ردوا عليَّ الرجل فسماه بالرجل من أجل الصورة التي ظهر لهم فيها. ثم قال هذا جبريل فاعتبر «5» الصورة التي مآل هذا الرجل المتخيل إليها. فهو صادق في المقالتين:

صدق للعين‏ «6» في العين الحسِّية، وصدق في أن هذا جبريل، فإنه جبريل بلا شك. وقال يوسف عليه السلام: «إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً والشَّمْسَ والْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ»: فرأى إخوته في صورة الكواكب ورأى أباه وخالته في صورة الشمس والقمر. هذا من جهة يوسف، ولو كان من جهة المرئي لكان ظهور إخوته في صورة الكواكب وظهور أبيه وخالته في صورة الشمس والقمر مراداً لهم. فلما لم يكن لهم علم بما رآه يوسف كان الإدراك من يوسف في‏ «7» خزانة خياله «2»، وعَلِمَ ذلك يعقوب حين قصها عليه فقال: «يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى‏ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً» ثم بر


(1) ساقطة في ب‏

(2) كما يسجى الميت أي يمد عليه ثياب‏

(3) ا ون: فعبر

(4) ب: ليعلمكم‏

(5) ن: واعتبر

(6) أي لمشاهدة العين. ب: العين‏

(7) ن: من.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!