موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فكل من ذكرته‏ «1» الرحمة فقد سعد، وما ثم إلا من ذكرته الرحمة. وذكر الرحمة الأشياء «2» عين إيجادها إياها. فكل‏ «3» موجود مرحوم. ولا تحجب يا ولي عن إدراك ما قلناه بما ترى من أصحاب البلاء وما تؤمن به من آلام الآخرة التي لا تفتر عمن قامت به. واعلم أولًا أن الرحمة إنما هي في الإيجاد عامة. فبالرحمة بالآلام‏ «4» أوجد الآلام‏ «5». ثم إن الرحمة لها أثر «6» بوجهين: أثر بالذات، وهو إيجادها كل عين موجودة. ولا تنظر إلى غرض ولا إلى عدم غرض، ولا إلى ملائم ولا إلى غير ملائم: فإنها ناظرة في عين كل موجود قبل وجوده. بل تنظره‏ «7» في عين ثبوته، ولهذا رأت الحق المخلوق في الاعتقادات عيناً ثابتة في العيون الثابتة فرحمته بنفسها «8» بالإيجاد «6». ولذلك قلنا إن الحق المخلوق‏ «9» في الاعتقادات أول شي‏ء مرحوم بعد رحمتها نفسها «10» في تعلقها بإيجاد الموجودين. ولها أثر آخر بالسؤال «7»، فيسْأل المحجوبون الحق أن يرحمهم في اعتقادهم، وأهل الكشف يسألون رحمة الله أن تقوم بهم «8»، فيسألونها باسم الله فيقولون يا الله ارحمنا. ولا يرحمهم إلا قيام الرحمة بهم‏ «11»، فلها الحكم، لأن الحكم إنما هو في الحقيقة للمعنى القائم بالمحل. فهو «12» الراحم على الحقيقة. فلا يرحم الله عباده المعتنى بهم إلا بالرحمة، فإذا قامت بهم وجدوا حكمها ذوقاً. فمن ذكرته الرحمة فقد رَحِمَ. واسم الفاعل هو الرحيم والراحم. والحكم‏ «13» لا يتصف بالخلق لأنه أمر توجبه المعاني لذواتها «9».

فالأحوال لا موجودة ولا معدومة، أي لا عين لها في الوجود لأنها نسب‏ «14»، ول


(1) ب: م

(2) ن: للأشياء

(3) ب: وكل‏

(4) ب: بالأم‏

(5) ب: بالأم‏

(6) «ب» و«ن»: الأثر

(7) ب: بنظرة

(8) ا: بنفسه‏

(9) ا: المخلوق به.

(10) «ب» و«ن»: بنفسه

(11) ب: لهم‏

(12) ا: وهو.

(13) ا: هو الحكم‏

(14) «ا» و«ن»: نسبه.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!