موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


في الشهادة فرآه فظهر بصورة ما تجلى له كما ذكرناه‏ «1». فهو تعالى أعطاه الاستعداد بقوله‏ «أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ»، ثم رفع الحجاب بينه وبين عبده فرآه في صورة معتقده‏ «2»، فهو عين اعتقاده. فلا يَشْهَد القلبُ ولا العينُ أبداً إِلا صورة معتقده في الحق «7». فالحق الذي في المعْتَقَد هو الذي وسع القلب صورته، وهو الذي يتجلى له فيعرفه. فلا ترى العين إِلا الحق الاعتقادي. ولا خفاء بتنوع الاعتقادات: فمن قيده أنكره في غير ما قيده به، وأقر به فيما قيده به إِذا تجلَّى. ومن أطلقه عن التقييد لم ينكره وأقر به‏ «3» في كل صورة يتحول 34 فيها ويعطيه من نفسه قدر صورة ما تجلى له إِلى ما لا يتناهى، فإِن صور «4» التجلي ما لها نهاية تقف عندها. وكذلك العلم باالله‏ «5» ما له غاية في العارف‏ «6» يقف عندها، بل هو العارف في كل زمان يطلب الزيادة من العلم به.

«رَبِّ زِدْنِي عِلْماً» «7»، «رَبِّ زِدْنِي عِلْماً»، «رَبِّ زِدْنِي عِلْماً». فالأمر لا يتناهى من الطرفين «8». هذا إِذا قلت حق وخلق، فإِذا نظرت في قوله‏ «8» «كنت رِجْلَه التي‏ «9» يسعى بها ويده التي‏ «10» يبطش بها ولسانه الذي يتكلم به» إِلى غير ذلك من القوى، ومحلها «11» الذي هو الأعضاء، لم تفرق فقلت الأمر حق كله أو خلق كله. فهو خلق بنسبة وهو حق بنسبة والعين واحدة. فعين صورة ما تجلى عين صورة من‏ «12» قَبِل ذلك التجلي، فهو المتجلِّي والمتجلي له. فانظر ما أعجبَ أمرَ الله من حيث هويته، ومن حيث نسبته إِلى العالم في حقائق أسمائه الحسنى.


(1) ب: ذكرن

(2) ن: معتقد

(3) «ب» و«ن»: له‏

(4) «ا» و«ب»: صورة

(5) ا:+ تعالى‏

(6) «ا» و«ب»: العارفين‏

(7) مذكور مرة واحدة في ب ومرتين في ن وثلاث مرات في

(8) ا:+ تعالى‏

(9) ا: الذي في الحالتين‏

(10) ا: الذي في الحالتين‏

(11) ب: ومحالها التي. ن: ومجلى له

(12) ب: م


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!