موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

شرح مؤيد الدين الجندي
على فصوص الحكم

تأليف: الشيخ مؤيد الدين الجندي

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب

  السابق

المحتويات

التالي  

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب


البحث الخامس عشر من مباحث خطبة الكتاب في " الآل " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وأمّ " الآل " فعبارة عن الأقارب الذين يؤول إليهم أموره صلَّى الله عليه وسلَّم ومواريثه العلمية والمقامية والحاليّة ،
وهم على أقسام أربعة كليّة :
منهم : من هو آله في الصورة والمعنى تمام ، وهو الخليفة والإمام القائم مقامه حقيقة .
ومنهم : من يكون آله في المعنى دون الصورة ، كسائر الأولياء الذين هم محمديّون في الكشف والشهود والجمع والوجود ، وإن لم يكونوا شرفاء صورة ، ومنهم الخلفاء والأمناء الكمّل أيضا .
ومنهم : من يكون آله صلَّى الله عليه وسلَّم في الصورة دون المعنى ، بأن صحّت نسبته إليه صلَّى الله عليه وسلَّم من حيث الطينة العنصرية ، ولكنّهم اشتغلوا عن الوراثة المعنوية الروحانية العلمية ، والكشفية الشهودية والحالية والمقامية ، وعن الإقبال على الله بحطام الدنيا .
ومنهم : من يكون له حظَّ يسير في المعنى والخلق ، وهو من السادات والشرفاء ، والكلّ آل ، وذلك لأنّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - له صورة طينية عنصرية ، وله صورة دينية شرعية وصورة نورية روحية ، وحقيقة معقولة معنوية .
فمن قام بصورته الدينية ، وصحّت نسبته إلى صورته النورية الروحية ، وتحقّق بحقيقته المعنوية ، ورثه علما ومقاما وحالا ، وهو له كالولد الصلبيّ حقيقة.
وفي هذه القرابة والنسبة تفاوت المقامات والدرجات ، وفيها ترتيب الأولياء المحمديّين ، وهم أنبياء الأولياء بالنبوّة العامّة ، لا بالنبوّة الخاصّة التشريعية المنقطعة المختومة برسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.
وإذا انضاف إلى هذه القرابة الدينية قرابة طينته الطيّبة الطاهر كالمهديّ عليه السّلام والأئمّة الكاملين الطيّبين الطاهرين ، فذلك أكمل وأجمل وأفضل .
وإن انفردت القرابة الطينية ، وصحّت النسبة من صورته العنصرية صلَّى الله عليه وسلَّم تخلَّعت النسبة الروحانية والمعنوية ، فسوف يؤول إلى ذلك ولا بدّ لأنّ الولد على كل حال سرّ أبيه .
وإذا صحّت النسبة ، فلا بدّ أن يكون معها من أخلاقه وعلومه وأحواله سرّ معنوي ، وإن وقعت منهم مخالفة في الصورة الدينية الشرعية ، فلا يجوز لمؤمن أن ينظر إليهم إلَّا بنظر التعظيم والتبجيل والسيادة ، وإن كانوا على خلاف الشريعة ظاهرا ، فقد يكون منهم أهل الابتلاء بحالة المخالفة .
ثم الأحوال لا بدّ لها أن تحول ، وللحقيقة أن ترجع إلى طهارتها الأصلية وتئول ، فافهم واعمل بذلك تعلم أسرارا في هذا المقام مكتّمة ، وتلمح أنوارا على أهل الحجاب محرّمة ، وقد استقصينا القول في ذلك في شرح مواقع النجوم ، وفيما ذكرنا مقنع .
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ".
.


OU0X0JhQZ7Y

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!