موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف

لأبي بكر الكلاباذي رحمه الله

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


70. الباب السَّبعُون: تنبيهه إياهم في الرّؤيا ولطائفه

قال: سمعت أبا بكر محمد بن غالب يقول: سمعت محمد بن خفيف يقول: سمعت أبا بكر محمد بن علي الكتاني يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عادتي - فكانت العادة قد جرت له أنه كان يرى النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة اثنين وخميس، فيسأله مسائل، فيجيبه عنها -، قال: فرأيته قد أقبل علي ومعه أربعة نفر، فقال لي: {يا أبا بكر، أتعرف من هذا}؟ قلت: نعم، هو أبو بكر! ثم قال لي: {أتعرف هذا}؟ قلت: نعم، هو عمر! ثم قال: {أتعرف هذا}؟ قلت نعم، هو عثمان! ثم قال لي: {أتعرف هذا الرابع}، فتوقفت ولم أجب، فأعاد علي ثانيا، فتوقفت، فأعاد علي ثالثا، فتوقفت؛ وكان في قلبي منه غيرة، قال: فجمع كفه وأشار بها إليَّ، ثم بسطها وضرب بها صدري، وقال لي: {يا أبا بكر، قل: هذا علي بن أبي طالب}، فقلت يا رسول الله، هذا علي بن أبي طالب، قال: فآخى عليه السلام  بيني وبين علي رضي الله عنه ، قال: ثم أخذ علي رضي الله عنه  بيدي وقال لي: يا أبا بكر، قم حتى تخرج إلى الصفا، فخرجت معه إلى الصفا، وكنت نائما في حجرتي فاستيقظت فإذا أنا على الصفا! >

قال: سمعت منصور بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول: دخلت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي شيء من الفاقة، فتقدمت إلى القبر، وسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ضجيعيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهم ، ثم قلت: يا رسول الله، بي فاقة، وأنا ضيفك الليلة؟ ثم تنحيت ونمت بين القبر والمنبر، فإذا أنا بالنبي عليه السلام جاءني، ودفع إلي رغيفا، فأكلت نصفه، فانتبهت، فإذا في يدي نصف الرغيف!

قال يوسف بن الحسين: كان عندنا شاب من أهل الإرادة، أقبل على الحديث وقصر في قراءة القرآن، فأتي في منامه فقيل له: إن لم تكن بي جافيا، فلم هجرت كتابي؟ أما تدبرت ما فيه من لطيف خطابي؟ >

يشهد لصحة الرؤيا: ما حدثنا علي بن الحسن بن أحمد السرخسي إمام جامعها، حا أبو الوليد محمد بن إدريس السلمي، حا سويد، حا محمد بن عمرو بن صالح بن مسعود الكلاعي، عن الحسن البصري قال: دخلت مسجد البصرة، فإذا رهط من أصحابنا جلوس فجلست إليهم، فإذا هم يذكرون رجلا يغتابونه، فنهيتهم عن ذكره، وحدثتهم بأحاديث في الغيبة بلغتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن عيسى بن مريم عليه السلام ، فأمسك القوم وأخذوا في حديث آخر، ثم عرض ذكر ذلك الرجل فتناولوه وتناولته معهم، فانصرفوا إلى رحالهم وانصرفت إلى رحلي، فنمت، فأتاني آت في منامي أسود في يده طبق من خلاف، وعليه قطعة من لحم خنزير، فقال لي: كل؟ قلت: لا آكل؛ هذا لحم خنزير! قال: كل؟ قلت: لا آكل؛ هذا لحم خنزير! قال: كل؟ قلت: لا آكل؛ هذا لحم خنزير، هذا حرام! قال: لتأكلنه؟ فأبيت عليه، ففك لحي ووضعها في فمي، فجعلت ألوكها وهو قائم بين يدي، فجعلت أخاف أن القيها وأكره أن أسترطها، فاستيقظت على تلك الحال، فوالله لقد لبثت ثلاثين يوما وثلاثين ليلة ما ينفعني طعام أطعمه ولا شراب أشربه، إلا وجدت طعمها في فمي وريحها في منخري!>



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!