موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

فاقتك لك ذاتية ، وورود الأسباب مذكرة لك بما خفي عليك منها والفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض.


فَاقَتُك لَكَ ذَاتِيَّةٌ ، وَوُرُودُ الأَسْبَابِ مُذَكِّرَةٌ لَكَ بِمَا خَفِيَ عَلَيكَ مِنْهَا والفَاقَةُ الذَّاتِيَّةُ لا تَرْفعُهَا العَوَارِضُ.


أي إذا علمت أن العدم سابق على وجودك وأن وجودك مفتقر إلى المدد في كل وقت وإلا تلاشى وانعدم علمت أن فاقتك ذاتية لك وأن الاضطرار لازم لوجودك وأن ورود الأسباب كالفقر والمرض مذكرات لك بما خفي عليك من الفاقة الذاتية . فإن غالب الناس يغفلون عن الفاقة الذاتية إذا دامت عليهم صحة أبدانهم وكثرة أموالهم . بل قال بعضهم: إنما حمل فرعون على قوله: { أَنَا رَبُّكُمْ الْأَعْلَى } ( 24 ) النازعات . طول العافية والغنى . فإنه لبث أربعمائة سنة لم يتصدع رأسه ولم يضرب عليه عرق ولو أخذته الشقيقة ساعة واحدة لشغله ذلك عن دعوى الربوبية . والفاقة الذاتية اللازمة للعبد لا ترفعها العوارض كالصحة والغنى فإنه يجوز في حقه تعالى أن يزيل ذلك . ويبدله بضده المقتضي للافتقار والاضطرار ولا يزايل العبد هذا الاضطرار لا في الدنيا ولا في الآخرة ولو دخل الجنة فهو محتاج إلى الله تعالى دائماً وأبداً وإذا لاحظ العبد ذلك وقف عند حده وقام بعبودية ربه وخاف من تهديد قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ } ( 12 ) يونس.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!