موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

قطع السائرين له والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشهود أحوالهم ، أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع الله فيها ، وأما الواصلون فلأنه غيبهم بشهوده عنها.


قَطَعَ السَّائِرِينَ لَهُ وَالْوَاصِلِينَ إِلَيْهِ عَنْ رُؤْيَةِ أَعْمَالِهِمْ وَشُهُودِ أَحْوَالِهِمْ ، أَمَّا السَّائِرُونَ فَلأَِنَّهُمْ لَمْ يَتَحَقَّقُوا الصِّدْقَ مَعَ اللهِ فِيهَا ، وَأَمَّا الْوَاصِلُونَ فَلأَِنَّهُ غَيَّبَهُمْ بِشُهُودِهِ عَنْهَا.


يعني أن الله تعالى حجب السائرين له عن رؤية أعمالهم ومنع الواصلين إليه عن شهود أحوالهم . فهو لف ونشر مرتب . وخص الواصلين بالأحوال وإن كانت لهم أعمال لأن تلك الأحوال التي هي الأعمال الباطنة الصالحة أفضل من الأعمال الظاهرة فعبر في جانبهم بالأفضل . كما أنه عبر في جانب السائرين بالأعمال وإن كانت لهم أحوال أيضاً لمناسبة ذلك لهم فالسائر إلى الله لا يرى شيئاً من أعماله اتهاماً لنفسه بعدم كماله . والواصل غائب في شهوده حتى عن نفسه فإنه محال أن يراه ويشهد معه سواه . فقد أسبغ الله نعمته على الفريقين وأعطى الفريق الثاني أفضل المنزلتين.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!