موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

إنما أورد عليك الوارد لتكون به عليه واردا.


إِنَّمَا أَوْرَدَ عَلَيْكَ الْوَارِدَ لِتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ وَارِدًا.


أي إنما أورد الله عليك - أيها المريد - الوارد وهو ما يرد على قلبك من المعارف الربانية واللطائف الرحمانية . لتكون به أي بذلك الوارد المطهر لقلبك عليه سبحانه وارداً . فإن الحضرة منزهة عن كل قلب متكدر بالآثار متلوث بأقذار الأغيار . ولذا قال المصنف: .

أي لا تطلب بأعمالك الصالحة عوضاً ولو في الآخرة . فإن الآخرة كون كالدنيا والأكوان متساوية في أنها أغيار وإن وجد في بعضها أنوار بل اطلب وجه الكريم المنان الذي كون الأكوان وفاءً بمقتضى العبودية وقياماً بحقوق الربوبية لتحقق بمقام: { وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى } ( 42 ) النجم . وهذا مقام العافين الذين رغبوا عن طلب الثواب ومحضوا النظر إلى الكريم الوهاب فتحققوا بمقام الإخلاص الناشئ عن التوحيد الخاص . وأما من فر من الرياء في عباداته وطلب بها الثواب فقد فر من كون إلى كون بلا ارتياب فهو كحمار الرحى أي الطاحون يسير ولا ينتقل عما سار منه لرجوعه إليه . وفي هذا التشبيه التنفير عن هذا الأمر ما لا مزيد عليه وانظر إلى قوله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله " أي نية وقصداً " فهجرته إلى الله ورسوله " أي صولاً . فلم يتحد الشرط والجزاء في المعنى . فقوله: " فهجرته إلى الله ورسوله " هو معنى الارتحال من.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!