موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

الحق ليس بمحجوب، وإنما المحجوب أنت عن النظر إليه، إذ لو حجبه شيء – لستره ماحجبه، ولو كان له ساتر – لكان لوجوده حاصر، وكل حاصر لشيء – فهو له قاهر {وهو القاهر فوق عباده}.


الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ، وَإِنَّمَا الْمَحْجُوْبُ أَنْتَ عَنِ الْنَّظَرِ إِلَيْهِ، إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَيْءٌ – لَسَتَرَهُ ماحَجَبَهُ، وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ – لَكَانَ لِوُجُوْدِهِ حَاصِرٌ، وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَيْءٍ – فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}.


يعني أن الحجاب لا يتصف به الحق سبحانه وتعالى لاستحالته في حقه . وإنما المحجوب أنت أيها العبد بصفاتك النفسانية عن النظر إليه فإن رمت الوصول فابحث عن عيوب نفسك وعالجها فإن الحجاب يرتفع عنك فتصل إلى النظر إليه بعين بصيرتك وهو مقام الإحسان الذي يعبرون عنه بمقام المشاهدة . وقد استدل المصنف على استحالة الحجاب على رب الأرباب بقوله: إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه أي عن النظر إليه ولو كان له ساتراً لكان لوجوده أي ذاته حاصر أي محيط به لاستلزام الساتر لانحصار المستور فيه وكل حاصر لشيء فهو له قاهر لأنه يجعله في أسر قبضته وتحت حكمه وذلك لا يصح في حقه تعالى لقوله في كتابه: { وَهُوَ الْقَاهرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ( 18 ) الأنعام فوقية معنوية لا مكانية فإنه تعالى منزه عن الزمان و المكان.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!