موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

الوارد يأتي من حضرة قهار ، لأجل ذلك لا يصادمه شيء إلا دمغه (بل تقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ).


الوَارِدُ يَأْتِي مِنْ حَضْرَةِ قَهَّارٍ ، لأَجْلِ ذلِكَ لا يُصَادِمُهُ شَيْءٌ إِلاَّ دَمَغَهُ (بلْ تَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ).


يعني أن الوارد الإلهي الذي يرد على قلب العبد الذي أراد الله تخليصه من رق الأغيار يأتي من حضرة اسمه تعالى قهار - ومعناه الغالب - لأجل ذلك لا يصادمه شيء من رعونات البشرية إلا دمغه أي أصاب دماغه وفي ذلك إتلافه . وهو أيضاً حق ورد على باطل وقد قال تعالى: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } ( 18 ) الأنبياء أي ذاهب . فإذا وردت الواردات الربانية ذهبت بالطبائع العادية فيصير البخيل كريماً والجبان شجاعاً والحريص زاهداً والكسلان مجتهداً والغافل متيقظاً والمتسخط راضياً والمعتمد على الأسباب متوكلاً والمصر على المعاصي مستغفراً إلى غير ذلك من تبديل الخصلة السيئة بالحسنة حتى لا تصدر من المريد إلا الأمور المستحسنة .

وقد علمت أن هذا إنما يكون لمن أراد الله استخلاصه من الأغيار فلا ينافي قوله فيما تقدم: ( ربما وردت عليك الأنوار فوجدت القلب محشواً بصور الآثار فارتحلت من حيث نزلت ) .

أسأل الله تعالى أن يمن علينا بجميل الهبات ويصلح فساد قلوبنا بجنود الواردات.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!