موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

طـلـبك منه اتهام لـه. وطـلـبـك لـه غـيبة مـنـك عـنه وطـلـبـك لغـيره لـقـلـة حـيائـك منه وطـلـبـك من غـيره لـوجـود بـعـدك عـنه.


طَـلَـبُكَ مِنْهُ اتِّهامٌ لَـهُ. وَطَـلَـبُـكَ لَـهُ غَـيْبَةٌ مِـنْـك عَـنْهُ وَطَـلَـبُـكَ لِغَـيْرِهِ لِـقِـلَّـةِ حَـيائِـكَ مِنْهُ وَطَـلَـبُـكَ مِنْ غَـيْرِهِ لِـوُجـودِ بُـعْـدِكَ عَـنْهُ.


أي طلبك منه تعالى حوائجك معتمداً على الطلب معتقداً أنه لولاه لما حصل مطلوبك اتهام له تعالى بأنه لا يرزقك إلا بالطلب إذ لو وثقت به في إيصال منافعك إليك من غير سؤال لما طلبت . وأما إذا كان الطلب على وجه التعبد امتثالاً لقوله تعالى: { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ( 60 ) غافر فلا يكون معلولاً وبهذا يجمع بين طلب الدعاء والنهي عنه . وكذلك طلبك له تعالى بأن تطلب قربك منه والوصول إليه بعملك غيبة منك عنه إذ الحاضر لا يطلب وهو تعالى أقرب إليك من حبل الوريد . وكذلك طلبك لغيره من الأعراض الدنيوية أو المراتب الأخروية لقلة حيائك منه إذ لو استحيت منه لم تؤثر عليه سواه .

وكذلك طلبك من غيره تعالى غافلاً في حال الطلب عن مولاك إنما يكون لوجود بعدك عنه إذ لو كان قريباً منك لكان غيره بعيداً عنك . فالطلب بأوجهه الأربعة معلول سواء كان متعلقاً بالحق أو الخلق إلا ما كان على وجه التعبد والتأدب واتباع الأمر وإظهار الفاقة.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!