موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها ، وحقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها، إذ ما من وقت يرد إلا ولله عليك فيه حق جديد ، و أمر أكيد ، فكيف تقضي فيه حق غيره وأنت لم تقض حق الله فيه .


حُقُوقٌ فِي الأَوْقَاتِ يُمْكِنُ قَضَاؤُهَا ، وَحُقُوقُ الأَوْقَاتِ لا يُمْكِنُ قَضَاؤُهَا، إِذْ مَا مِنْ وَقْتٍ يَرِدُ إِلاَّ وَللهِ عَلَيْكَ فِيهِ حَقٌّ جَدِيدٌ ، وَ أَمْرٌ أَكِيْدٌ ، فَكَيْفَ تَقْضِي فِيْهِ حَقَّ غَيْرِهِ وَأَنْتَ لمْ تَقْضِ حَقَّ اللهِ فِيهِ .


يعني: أن الله تعالى جعل عليك أيها المريد حقوقاً في الأوقات و حقوقاً للأوقات فالحقوق التي في الأوقات المعينة لها كالصلاة و الصوم يمكن قضاؤها في وقت آخر لمن فاتته . و أما حقوق الأوقات وهي المعاملات الباطنية التي تقتضيها أحوال العبد التي يكون عليها من نعمة و بلية و طاعة و معصية فلا يمكن قضاؤها لكون الوقت لا يخلو من حال منها فوقت كل عبد ما هو عليه من تلك الأحوال .

قال سيدي أبو العباس المرسي: أوقات العبد أربعة لا خامس لها النعمة و البلية والطاعة و المعصية و لله عليك في كل وقت منها سهم من العبودية يقتضيه الحق منك بحكم الربوبية . فمن كان وقته الطاعة فسبيله شهود المنة من الله عليه أن هداه لها ووفقه للقيام بها و من كان وقته للمعصية فمقتضى الحق منه وجود الاستغفار و الندم ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر وهو فرح القلب بالله ومن كان وقته البلية فسبيله الرضا بالقضاء و الصبر . و في الحديث: " من أعطي فشكر و ابتلي فصبر و ظلم فغفر و ظلم فاستغفر أولئك لهم الأمن و هم مهتدون " . أي لهم الأمن في الآخرة و هم المهتدون في الدنيا .

ومن كلامهم: الفقير ابن وقته أي يتأدب معه و يعطيه حقه كما يتأدب الولد مه أبيه

فيجب عليك أيها المريد مراقبة الأوقات و إعطاء كل ذي حق حقه فإنه لا يقضي متى فات



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!