موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

علم قلة نهوض العباد إلى معاملته ، فأوجب عليهم وجود طاعته ، فساقهم إليه بسلاسل الإيجاب (عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل).


عَلِمَ قِلَّةَ نُهُوضِ العِبَادِ إِلَى مُعَامَلَتِهِ ، فَأَوْجَبَ عَلَيْهِمْ وُجُودَ طَاعَتِهِ ، فَسَاقَهُمْ إِلَيْهِ بِسَلاَسِلِ الإِيجَابِ (عَجِبَ رَبُّكَ مِنْ قَوْمٍ يُسَاقُونَ إِلَى الجَنَّةِ بِالسَّلاسِلِ).


أي علم الله سبحانه وتعالى قلة نهوض عامة عباده إلى معاملته من إقامة العبودية طوعاً منهم فأوجب عليهم وجود طاعته كرهاً لأجل ما خوفهم به أن لم يفعلوا فساقهم إليه بسلاسل الإيجاب و التخويف و استدرجهم بذلك إلى ما فيه نعيمهم و رفعهم إلى المقام المنيف كما يفعل ولي الصبي عند إرادة تأديبه فإنه لا يتركه إلى طبيعته و أهوائه تجري به بل يلزمه أموراً يشق عاليه فعلها فإذا بلغ مبلغ الرجال تبين له نفعها . فيكونون كأسارى الكفار الذين يراد بهم الدخول في الإسلام و هم يكرهون ذلك مع أنه موصل إلى الجنة دار السلام كما أشار إلى ذلك بالحديث الشريف الذي رواه بالمعنى و لفظه: " عجب اللَّه من أقوام يقادون إلى الجنة بالسلاسل " . و هذا الحديث في أسارى بدر الذين أسروا ثم أسلموا .

و المراد من قوله: ( عجب ربك . . الخ ) إظهار غرابة ذلك الأمر لخلقه فيتعجبون منه لأن العجب الذي هو استعظام أمر خفي سببه مستحيل على اللَّه تعالى . واعلم أن الخاصة لا يحتاجون إلى الإيجاب و التخويف و التحذير لتنوير بصائرهم و حبهم لطاعة اللطيف الخبير فلم يقتصروا على ما اقتصر عليه العامة من الواجبات بل أضافوا إليها نوافل الخيرات وصارت أعمالهم كلها قربات . و إلى ذلك الإشارة بقوله صلى اللَّه عليه و سلم: " نعم العبد صهيب لو لم يخف اللَّه لم يعصه ".



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!