موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

حظ النفس فى المعصية ظاهر جلى ، وحظها فى الطاعة باطن خفى ، ومداواة ما يخفى صعب علاجه.


حَظُّ النَّفْسِ فِى الْمَعْصِيَةِ ظَاهِرٌ جَلِىٌّ ، وَحَظُّهَا فِى الطَّاعَةِ بَاطِنٌ خَفِىٌّ ، وَمُدَاوَاةُ مَا يَخْفَى صَعْبٌ عِلاَجُهُ.


يعني: أن النفس من شأنها أن تطلب ما فيه حظ لها غير أن حظها في المعصية كالزنا وشرب الخمر ظاهر جلي وحظها في الطاعة باطن خفي لأن ظاهرها في الطاعة التقرب إلى الله وفي الباطن ليس لها حظ إلا إقبال الناس والاشتهار بالصلاح بينهم ولا يظهر ذلك إلا بعد التفتيش على دسائسها وهذا هو الداء العضال الخفي . ومداواة ما يخفى صعب علاجه لأنه يحتاج إلى دقة إدراك . ولذا كانت أهل البصائر يتهمون نفوسهم إذا مالت إلى عبادة من العبادات فإذا رأوا فيها حظاً لها تركوها . كما وقع لبعضهم: أنه حدثته نفسه بالخروج إلى الغزو وأظهرت له أن ذلك لله تعالى . فقال: يا رب نبهني لمقصدها فإني متهم لها . وفتش فإذا هو لأجل أن تستريح من تعب مجاهدته لها فإنه كل يوم يقتلها مرات عديدة بمنعها من شهواتها فأرادت أن تقتل مرة واحدة فتستريح فترك الخروج إلى الغزو واشتغل بما هو فيه.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!