موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

ما حجبك عن الله وجود موجود معه ، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه


مَا حَجَبَكَ عَنِ اللهِ وُجُودُ مَوْجُودٍ مَعَهُ ، وَلَكِنْ حَجَبَكَ عَنْهُ تَوَهُّمُ مَوْجُودٍ مَعَهُ


أي ما حجبك - أيها المريد - المحجوب عن الله تعالى وجود موجود من الأكوان الدنيوية أو الأخروية معه إذ لا وجود في الحقيقة لما سواه . كما قال بعض العارفين: الله قل وذر الوجود وما حوى إن كنت مرتاداً بلوغ كمال .

فالكل دون الله أن حققته عدم على التفصيل والإجمال .

واعلم بأنك والعوالم كلها لولاه في محو وفي اضمحلال .

من لا وجود لذاته من ذاته فوجوده لولاه عين محال .

والعارفون بربهم لم يشهدوا شيئاً سوى المتكبر المتعال .

ورأوا سواه على الحقيقة هالكاً في الحال والماضي والاستقبال .

ولكن حجبك عنه تعالى توهم موجود معه أي توهمك أن ما سواه له وجود . والتوهمات باطلة لا حقيقة لها فلا حاجب لك عن الله تعالى . فإن وجود الآثار كوجود الظلال فمن شهد ظلية الآثار لم يحصل له عائق عن الله . فإن ظلال الأشجار في الأنهار لا تعوق السفن عن التسيار . ولو كان بينك وبين الله حجاب وجودي للزم أن يكون أقرب إليك منه ولا شيء أقرب من الله . فالحجاب حينئذ أمر توهمي بلا اشتباه.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!