موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

الصلاة محل المناجاة ومعدن المصافاة؛ تتسع فيها ميادين الأسرار، وتشرق فيها شوارق الأنوار. علم وجود الضعف منك فقلل أعدادها. وعلم احتياجك إلى فضله فكثر أمدادها .


الصَّلاةُ مَحَلُّ المُناجاةِ ومَعْدِنُ المُصافاةِ؛ تَتَّسِعُ فيها مَيادينُ الأسْرارِ، وَتُشْرِقُ فيها شَوارِقُ الأنْوارِ. عَلِمَ وُجودَ الضَّعْفِ مِنْكَ فَقَلَّلَ أعْدادَها. وَعَلِمَ احْتِياجَكَ إلى فَضْلِهِ فَكَثَّرَ أَمْدَادَهَا .


يعني: أن الصلاة هي محل مناجاة العبد لربه بتلاوة كلامه والثناء عليه ومعدن المصافاة معه بتوجهه بكليته إليه وبقدر إقبال العبد يكون إقبال الرب وثمرتها إذا كانت على الوجه الأكمل أنها تتسع فيها ميادين الأسرار أي تتسع فيها القلوب الشبيهة بالميادين للفرسان بمعنى أنها تنشرح بتوارد الأسرار أي العلوم والمعارف التي تتسابق إليها كتسابق الفرسان وهذا يتسبب عن كونها تشرق أي تطلع فيها شوراق الأنوار أي الأنوار الشبيهة بالكواكب الشارقة . فإن الأنوار إذا أشرقت في القلوب انشرحت لما يرد عليها من العلوم والمعارف . وهذه العبارات الست التي هي من فوائد الصلاة معانيها متقاربة أتى بها لتكون كالدليل لما قاله: من أن المأمور به إنما هو إقامة الصلاة لا وجودها . فإن الصلاة المعتبرة هي صلاة الخاشعين لا صلاة الغافلين . فإن الله تعالى يقول في كتابه المكنون: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ( 4 ) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهونَ } ( 5 ) الماعون . ثم قال: علم وجود الضعف منك - أيها العبد - فقلل أعدادها بجعل الخمسين خمسة وعلم احتياجك إلى فضله وكرمه فكثر أمدادها - بفتح الهمزة جمع مدد - أي ثوابها وأسرارها فجعلها خمساً في الفعل وخمسين في الأجر . فاحمده على ما أنعم واشكره على ما تفضل وتكرم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!