موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

ما نفع القلب شئ مثل عزلة يدخل بها ميدان فكرة.


ما نَفَعَ القَلْبَ شَئٌ مِثْلُ عُزْلةٍ يَدْخُلُ بِها مَيْدانَ فِكْرَةٍ.


أي انفع قلبَ المريد شيءٌ من الأشياء المطهرِّة له من الغفلات مثل عزلة عن الخلق يدخل بها ميدان فكرة أي تفكر في مصنوعات بارئ الأرض والسماوات . وإضافة ميدان لفكرة من إضافة المشبه به للمشبه أي فكرة شبيهة بالميدان لتردد القلب فيها كتردد الخيل في الميدان . وفي الحديث: " تفكر ساعة خير من عبادة سبعين سنة " وذلك لأنه يوصل إلى معرفة حقائق الأشياء وتزداد به معرفة الله ويطلع به المتفكر على خفايا آفات النفس ومكائد الشيطان وغرور الدنيا . والعزلة التي ينشأ عنها هذا الفكر أحد أركان الطريق الأربعة المجموعة في قول بعضهم: .

بيتُ الولاية قُسِّمَتْ أركانَهُ سادتُنا فيه من الأبدالِ .

ما بين صمتٍ واعتزالٍ دائمٍ والجوعِ والسّهرِ النزيهِ الغالي .

يوضحها قول الإمام أحمد بن سهل: أعداؤك أربعة: الدنيا وسلاحها الخَلقْ وسجنها العزلة . والشيطان وسلاحه الشبع وسجنه الجوع . والنفس وسلاحها النوم وسجنها السهر . والهوى وسلاحه الكلام وسجنه الصمت . واعلم أن الشأن في العزلة أن تكون بالقلب والقالب بأن يتباعد صاحبها عن الخلق . وقد تكون بالقلب فقط بأن يختلط بجسمه معهم مع تعلق قلبه بالحق كما قالت رابعة العدوية في مقام المشاهدة القلبية: .

ولقد جعلتُك في الفؤاد محدَّثي وأبحتُ جسمي مَنْ أراد جلوسي .

فالجسمُ مني للجليسِ مؤانسٌ وحبيبُ قلبي في الفؤاد أنيسي.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!