موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الحكم العطائية

للشيخ أبو الفضل تاج الدين أحمد ابن عطاء الله السكندري

مع الشرح للشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

لا يستحقر الورد إلا جهول. الوارد يوجد في الدار الآخرة، والورد ينطوي بانطواء هذه الدار. وأولى ما يعتنى به: ما لا يخلف وجوده. الورد هو طالبه منك، والوارد أنت تطلبه منه. وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه؟!.


لا يَسْتَحْقِرُ الوِرْدَ إلا جَهولٌ. الوارِدُ يُوْجَدُ في الدّارِ الآخِرَةِ، وَالوِرْدُ يَنطَوي بانْطِواءِ هذِهِ الدّارِ. وأَوْلى ما يُعْتَنى بِهِ: ما لا يُخْلَفُ وُجودُه. الوِرْدُ هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ، وَالوارِدُ أنْتَ تَطْلُبُهُ مِنْهُ. وَأيْنَ ما هُوَ طالِبُهُ مِنْكَ مِمّا هُوَ مَطْلَبُكَ مِنْهُ؟!.


يعني: لا يستحقر الورد الذي هو الأعمال الصالحة التي تقربه إلى العزيز الغفار ويتشوف إلى الوارد وهو ما يرد على الباطن من المعارف والأسرار إلا جهول أي كثير الجهل . فإن الوارد إنما ينشأ عن الورد بعد تصفية الباطن بصالح الأعمال التي تجلب الأنوار من حضرة الغني المفضال . فالورد ما كان من الخلق للحق والوارد ما كان من الحق للخلق . ثم ذكر أن الورد له مزية على الوارد من وجهين: أشار إلى الأول بقوله: الوارد يوجد في الدار الآخرة لأنه ما يرد على باطن العبد من المعارف الربانية واللطائف الرحمانية . وأما الورد: فإنه ينطوي بانطواء هذه الدار لأن الآخرة ليست دار تكليف . وأولى ما يعتني به ما لا يخلف وجوده بفواته . وأشار إلى الوجه الثاني بقوله: الورد هو تعالى طالبه منك . فهو حقه عليك والوارد أنت تطلبه منه فهو حظك منه وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟ أي بعيد ما بينهما فقيامك بحقوقه علي أليق بالعبودية من طلبك لحظوظك المحبوبة لديك ومتى تطهرت من العيب فتح لك باب الغيب . وأتى المصنف بذلك إرشاداً للمريدين الذين يتشوفون إلى الواردات ويتركون الأوراد مع أنها لها من المقدمات . كما قال المصنف:.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!