موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يزال في حجاب لا يُرْفَع مع علمه بأنه متميز عن موجِده بافتقاره. ولكن لا حظَّ له في الوجوب‏ «1» الذاتي الذي لوجود الحق، فلا «2» يدركه أبداً. فلا يزال الحق من هذه الحقيقة غير معلوم علم ذوق وشهود، لأنه لا قَدَم للحادث في ذلك. فما جمع الله لآدم بين يديه إلا تشريفاً. ولهذا قال لإبليس: «ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ»؟ وما هو إلا عين جمعه بين الصورتين: صورة العالم وصورة الحق، وهما يدا الحق. وإبليس جزء من العالم لم تحصل له هذه الجمعية. ولهذا كان آدم خليفة فإن‏ «3» لم يكن ظاهراً بصورة من استخلفه فيما استخلفه‏ «4» فيه فما «5» هو خليفة، وإن لم يكن فيه جميع ما تطلبه الرعايا التي اسْتُخْلِفَ عليها- لأن استنادها إليه فلا بدّ أن يقوم بجميع ما تحتاج إليه- وإلا فليس بخليفة عليهم. فما صحت الخلافة إلا للإنسان الكامل، فأنشأ صورته الظاهرة من حقائق العالم وصُوَرِه‏ «6» وأنشأ صورته الباطنة على صورته تعالى، ولذلك قال فيه «كنت سمعه وبصره» ما قال كنت عينه وأُذُنَهُ: ففرّق بين الصورتين. وهكذا هو «7» في كل موجود من العالم بقدر ما تطلبه حقيقة ذلك الموجود. ولكن ليس لأحد مجموع ما «8» للخليفة، فما فاز إلا بالمجموع.

ولو لا «9» سريان الحق في الموجودات بالصورة ما كان للعالم وجود، كما أنه لو لا تلك الحقائق المعقولة الكلية ما ظهر حكمُ في الموجودات العينيَّة. ومن هذه الحقيقة كان الافتقار من العالم إلى الحق في وجوده:


(1) ب: في وجوب الوجود الذاتي‏

(2) ا: ول

(3) ا: وإن‏

(4) ا: «فيما استخلفه فيه» ساقطة

(5) ا: مم

(6) ب: مشطوبة

(7) ن: هو الخليفة

(8) ن: ما في الخليفة

(9): فلو لا.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!