موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


العالم وجوداً فهو كوجود الظلال بالنسبة لأشخاصها وصور المرايا بالنسبة للمرئيات. أما العالم في نفسه فليس إلا خيالًا وحلماً يجب تأويله لفهم حقيقته.

والوجود الحقيقي هو وجود الله وحده. ولذا لم يحتج وجود الحق إلى دليل، وكيف يصح الدليل في حق من هو عين الدليل على نفسه، بل كيف يصح الدليل على وجود النور وبه تظهر جميع الموجودات التي نحسها؟ إنما خفي الحق لشدة ظهوره كالشمس تحتجب عن الناظر إليها لشدة ما يبهر ضوؤها بصره. فمذهب ابن عربي إذن صريح في الاعتراف بوجود الله، ولكنه الله الجامع لكل شي‏ء في نفسه، الحاوي لكل وجود، الظاهر بصورة كل موجود. وغني عن البيان أن هذا التصوير للألوهية ليس التصوير الذي تصوّر به الأديانُ الشخصيةَ الإلهية:

أي الذات الإلهية المتصفة بصفات خاصة تميزها عن صفات الخلق. بل إن الصفة الوحيدة التي يرى ابن عربي انفراد الله بها هي صفة الوجوب الذاتي التي لا قَدَمَ لمخلوق فيها.

9- العلاقة بين الحق والخلق‏

وليس في الفصوص فكرة منظمة تشرح العلاقة بين الحق والخلق، الوحدة والكثرة، على نحو ما نجده في فلسفة أفلوطين في الفيوضات أو فلسفة عبد الكريم الجيلي في التنزلات، فإن ابن عربي يفضل أن يشرح هذه المسألة الميتافيزيقية المعقدة بالالتجاء إلى التشبيه والتمثيل واستعمال ألفاظ المجاز الغامضة مثل التجلي في المرآة والتخلل والسريان في الوجود والتأثير والتصرف وما إليها. فللحق وجود حقيقي وهذا له في ذاته، ووجود إضافي وهو وجوده في أعيان الممكنات وهذا بالنسبة له كالظل الذي يمتد على سائر الموجودات فيعطيها وجودها باسم الله «الظاهر». فالعالم‏


-

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!