موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فإنهم وقفوا مع كثرة الصور ونسبة الألوهة «1» لها. فجاء الرسول ودعاهم إلى إله واحد يعرَفُ ولا يُشْهَد، بشهادتهم أنهم أثبتوه عندهم واعتقدوه في قولهم‏ «ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى‏» لعلمهم بأن تلك الصور «2» حجارة. ولذلك قامت الحجة عليهم بقوله‏ «قُلْ سَمُّوهُمْ»: فما يسمونهم إلا بما يعلمون أن تلك الأسماء لهم حقيقة. وأما العارفون بالأمر على ما هو عليه فيظهرون بصورة الإنكار لما عبد من الصور لأن مرتبتهم في العلم تعطيهم أن يكونوا «3» بحكم الوقت لحكم الرسول الذي آمنوا به عليهم الذي به سموا مؤمنين. فهم عبَّاد الوقت «7» مع علمهم بأنهم ما عبدوا من تلك الصور أعيانها، وإنما عبدوا الله فيها لحكم سلطان التجلي الذي عرفوه منهم‏ «4»، وجَهِلَه المنكِرُ الذي لا علم له بما تجلى، ويستره‏ «5» العارف المكمل من نبي ورسول ووارث عنهم. فأمرهم بالانتزاح عن تلك الصور لما انتزح عنها رسول الوقت اتباعاً للرسول طمعاً في محبة الله إياهم بقوله‏ «قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله». فدعا إلى إله يُصْمَد إليه ويُعْلَم من حيث الجملة، ولا يشهد «و لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ»، بل‏ «هُوَ «6» يُدْرِكُ الْأَبْصارَ» لِلُطفه وسريانه في أعيان الأشياء. فلا تدركه الأبصار كما أنها لا تدرك‏ «7» أرواحَهَا المدبرةَ أشباحَهَا وصورَها الظاهرة. «وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» والخبرة ذوق، والذوق تجل، والتجلي في الصور. فلا بد منها ولا بد منه، فلا بد أن يعبده من رآه بهواه إن فهمت، وعلى الله قصد السبيل.
(1) ن: الألوهية

(2) ن: الصورة

(3) ب: يكون‏

(4) أي من الأصنام.

(5) ن: أو ستره‏

(6) ب: ساقطة

(7) «ا» و«ن»: تدركه‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!