موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


عرْض عرْض‏ «1» وعين عين‏ «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ». فلو رأى في ذلك العرض ما يوجب تقديم الحق وإيثار جنابه لدعا عليهم لَا لَهُمْ. فما عرض عليه إلا ما استحقوا «2» به ما تعطيه هذه الآية من التسليم الله والتعريض لعفوه‏ «3». وقد ورد أن الحق إذا أحب صوت عبده في دعائه إياه أخر الاجابة عنه حتى يتكرر ذلك منه حباً فيه لا إعراضاً عنه، ولذلك‏ «4» جاء بالاسم الحكيم، والحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها «5» ولا يَعْدِل بها عما تقتضيه وتطلبه حقائقها بصفاتها. فالحكيم العليم‏ «6» بالترتيب. فكان صلى الله عليه وسلم بترداد هذه الآية على علم عظيم من الله تعالى. فمن تلا فهكذا «7» يتلو، وإلا فالسكوت أولى به. وإذا وفق الله عبداً «8» إلى النطق‏ «9» بأمر ما فما وفقه الله إليه إلا وقد أراد إجابته فيه وقضاء حاجته، فلا يستبطئ أحد ما يتضمنه ما وُفق له، وليثابر مثابرة رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الآية في جميع أحواله حتى يسمع بأذنه أو بِسَمْعِهِ كيف شئت أو كيف أسمعك الله الاجابة.

فإن جازاك بسؤال اللسان أسمعك بأذنك، وإن جازاك بالمعنى أسمعك بسمعك.


(1) ا: عرض عليه- ن: عرض فقط

(2) ا: يستحقو

(3) ن: لغيره‏

(4) «ا» و«ن»: وكذلك‏

(5) ب: في مواضعه

(6) أي الذي يعلم الترتيب‏

(7) ن: بها بدلًا من هكذ

(8) «ب» و«ن» العبد

(9) «ب» و«ن»: نطق.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!