موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فلا تنظر العين إِلا إِليه‏ ولا يقع الحكم إِلا عليه‏

فنحن له وبه في يديه‏ وفي كل حال فإِنا لديه‏

لهذا ينكر ويعرَف وينزه ويوصف. فمن رأى الحق منه فيه بعينه فذلك العارف، ومن رأى الحق منه فيه بعين نفسه‏ «1» فذلك غير العارف. ومن لم ير الحق منه ولا فيه وانتظر أن يراه بعين نفسه‏ «2» فذلك الجاهل. وبالجملة فلا بد لكل شخص من عقيدة في ربه يرجع بها إِليه ويطلبه فيها فإِذا تجلى له‏ «3» الحق فيها وأقرَّ به، وإِن تجلى له‏ «4» في غيرها أنكره‏ «5» وتعوذ منه وأساء الأدب عليه في نفس الأمر وهو عند نفسه أنه قد تأدب معه فلا يعتقد معتقد إِلهاً إِلا جَعَلَ في نفسه، فالإله في الاعتقادات بالجعل، فما رأوا إِلا نفوسهم وما جعلوا فيها. فانظر: مراتب الناس في العلم بالله تعالى هو عين مراتبهم في الرؤية يوم القيامة. وقد أعلمتك بالسبب الموجب لذلك. فإِياك أن تتقيد بعقد مخصوص وتكفر بما سواه فيفوتك خير كثير بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه. فكن في نفسك هيولى لصور «6» المعتقدات كلها فإِن االله‏ «7» تعالى أوسع وأعظم من‏ «8» أن يحصره عقد دون عقد فإِنه يقول‏ «فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله» وما ذكر أيناً من أين. وذكر أن ثَمَ‏ «9» وجه الله، ووجه الشي‏ء حقيقته. فنبه بذلك قلوب العارفين‏ «10» لئلا تشغلهم العوارض في الحياة الدنيا عن استحضار مثل هذا فإِنه لا يدري العبد في أي نَفَسٍ يُقْبَض، فقد يقبض‏ «11» في وقت غفلة فلا يستوي مع من قبض على حضور. ثم إِن العبد


(1) ساقط في ن‏

(2) ساقط في ن‏

(3) ساقط في ب‏

(4) ساقط في ب‏

(5) ا: نكره‏

(6) ا: الصور

(7) «ا» و«ن»: الإله‏

(8) ساقطة في المخطوطات الثلاث‏

(9) ب: ثمة

(10) «ا» و«ب»: العالمين‏

(11) ن: «فقد يقبض» ساقطة


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في فصوص الحكم



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!