كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
ثم يقول ابن العربي أنه وقع في نفسه نظمٌ فكان ينشد:
جعلت فيّ الذي جعلتا
|
|
وقلت لي أنت قد عملتا
|
وكذلك يقول الشيخ محي الدين في الباب الواحد والسبعين عند حديثه عن حكم القبلة للصائم أن هذا نقيض مسألة موسى عليه السلام فإنه طلب الرؤية بعدما حصل له الكلام، فالمشاهدة والكلام لا يجتمعان في غير التجلي البرزخيّ وهو كان مقام شهاب الدين عمر السهرورديّ كما ذكرنا من قبل في الفصل الخامس. ثم يضيف أن هذا المقام الموسويّ قد ذاقه في الموضع الذي ذاقه موسى عليه السلام غير أنه ذاقه في بلّة في الرمل على قدر الكف وذاقه موسى عليه السلام في حاجته وهي طلبه النار لأهله، فيقول الشيخ الأكبر: "ففرحت حيث كان ماءً".[2]
وفي مخطوطة بيازيد من كتاب المبشرات يذكر الشيخ محي الدين أيضاً هذه المبشرة ولكنه يحدد تاريخ حدوثها أنه كان العشرين من ربيع الأول سنة 628.[3]
قراءة كتاب الجلالة وكتاب الألِف (سورية، 628/1231)
ومن الكتب التي قرأها الشيخ محي الدين على تلاميذه في هذه السنة كتاب الألِف وكتاب الجلالة اللذان ألفهما سنة 601، وذكرناهما في الفصل الخامس. وكان المسمع هو الشيخ محي الدين والقارئ والمستمع هو عبد الكريم بن عبد الكريم البزّار.[4]
رجال العظمة (سورية، 628/1231)
ذكرنا من قبل أن الشيخ محي الدين رأى في الموصل رجلاً من رجال العظمة، ذكره في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة الذي ذكر فيه حضرات الأسماء الإلهية، في حضرة الاسم العظيم ويدعى صاحبها عبد العظيم، وحالُ هذا العبد الاحتقار التام مع كونه محلاً للعظمة عند نفسه. وقد رأى الشيخ محي الدين شخصاً واحداً يحكم في هذا المقام وهو من حديثة الموصل، ولكن شيخه أبا العباس العريبي من أهل العلياء من غرب الأندلس أخبره أنه رأى واحداً أيضاً من أهل هذه الحضرة وقد تلبّس كالحلاج الذي كان يعظم جسمه في أعين الناظرين بالأبصار فكان له بيت يسمّى بيت العظمة إذا دخل فيه ملأه كلَّه بذاته
[1] الفتوحات المكية: ج4ص485.
[2] الفتوحات المكية: ج1ص609.
[3] كتاب المبشرات، مخطوطة بيازيد 1686.
[4] مؤلفات ابن عربي: ص200، 275.