كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
حيث يبدو لنا أن الشيخ محي الدين قد غادر مكة المكرمة إلى بلاد الروم، ربما قونية أو ملطية، ثم عاد إلى حلب في سنة 610/611 قبل أن يعود من جديد إلى مكة خلال سنة 611، ومن غير المستبعد إذا كان الأمر كذلك أن يكون الشيخ الأكبر قد مرّ بدمشق في الذهاب والإياب، وكذلك بالمدينة المنورة. وسوف نسوق الأسباب التي دعتنا إلى هذا الاستنتاج من خلال تفصيل هذه الرحلة في الفقرات التالية.
ولكن الاحتمال الآخر إذا لم يكن هذا الاستنتاج صحيحا، هو أن الشيخ الأكبر رضي الله عنه قد بقي في مكة المكرمة طوال هذه الفترة من سنة 608 إلى سنة 611. كما أنه من المحتمل أن يكون قد ذهب إلى أماكن أخرى كالعراق مثلا، خاصة وأنه يبدو لنا من خلال حديثه، وخاصة في ترجمان الأشواق الذي كان يكتب قصائده في هذه الفترة، أن تجربته في العراق قد تتعدى الزيارتين القصيرتين التي قام بهما إلى بغداد سنة 601 (اثنا عشر يوما) وسنة 608 (لا تزيد عن الشهر).
رحلته نحو الشمال، الدورة الثالثة:
(مكة-بلاد الروم-حلب-مكة)
مراسلته للملك كيكاؤس (بلاد الروم 609/1211)
بعد موسم الحج في مكة المكرمة لا نعرف بالتحديد أين ذهب الشيخ محي الدين ابن العربي ولكن يبدو لنا أنه عاد إلى بلاد الروم ربما قونية أو ملطية التي سيستقر فيها لبعض الوقت كما سنرى. ولكن الشيخ محي الدين يذكر في آخر كتاب الفتوحات المكية أنه استلم كتابا من الملك كيكاؤس يستشيره فيه عن بعض الأمور الخاصة بوضع النصارى في بلاده، ولكن لا نعرف أين كان الشيخ محي الدين عندما استلم هذا الكتاب، إلا أن ذلك كان سنة 609/1211 وردّ عليه الشيخ محي الدين ربما في نفس الوقت على الأغلب.