كتاب شمس المغرب
سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف
هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغرب
محمد الناصر بن يعقوب المنصور
(595/1199-611/1215)
ولكن ما أن توفي أبو يوسف يعقوب المنصور سنة 595/1199 وخلفه ابنه الناصر لدين الله محمد، وكان عمره سبعة عشر سنة، أخذت الدولة تنهار تدريجيا حيث اشتبك مع الإسبان في معارك هزم فيها وكان أشدها وقعا موقعة العقاب سنة 609/1212.
ولكن تمّ في عهد الناصر القضاء على العديد من الثورات في أفريقية، إلا أنّ الموحدين تلقوا هزيمة قاسية على يد النصارى في معركة حصن العقاب وبدأت بعدها الدولة تتهاوى بسرعة مع سقوط الأندلس في أيدي الإسبان وتونس في أيدي الحفصيين والجزائر في أيدي بني عبد الواحد الزناتيون. فبعد معركة العقاب أخذت قواعد الأندلس تسقط في يد الإسبان حتى سنة 644/1246 حيث سقطت قرطبة وبلنسية ودانية ومرسية ولم يبقى إلا غرناطة التي ثبتت خلف حصونها لفترة طويلة حتى انهارت وسقطت بيد الإسبان سنة 897/1492 وبسقوطها انتهى الحكم العربي في إسبانيا بعد حكم دام ثمانمائة عام.[1]
كما قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه حين مرّ على أطلال مدينة الزهراء كما سنروي في الفصل الثالث:
ديارٌ بأكناف الملاعب تلمعُ |
|
وما إن بها من ساكنٍ وهي بلقعُ |
ورحم الله الشاعر الأندلسي الأديب الشهير أبا البقاء صالح بن شريف الرندي الذي قال في قصيدته الحزينة:
لكل شيء إذا ما تم نقصان |
|
فلا يُغرّ بطيب العيش إنسانُ |
الوضع الثقافي في الأندلس قبيل ولادة ابن العربي
[1] للمزيد من المعلومات حول دولة الموحدين راجع كتاب: الموحدون في الغرب الإسلامي (تنظيماتهم ونظمهم)، تأليف عز الدين عمر موسى، دار الغرب الإسلامي، 1991. ولمعلومات عامة عن الوجود الإسلامي في الأندلس راجع كتاب: حكايتنا في الأندلس، للمؤلف عدنان عنبتاوي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005.